[16:2] - النحل - ابن كثير

[16:2] - النحل - ابن كثير

ابن كثير

﴿يُنَزِّلُ المَلائِكَةَ بِالرّوحِ مِن أَمرِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ أَن أَنذِروا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنا فَاتَّقونِ﴾ [ النحل - 16:2 ]

يقول تعالى: ( ينزل الملائكة بالروح ) أي: الوحي كما قال تعالى: ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) [ الشورى: 52 ].

وقوله: ( على من يشاء من عباده ) وهم الأنبياء، كما قال: ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [ الأنعام: 124 ] وقال: ( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) [ الحج: 75 ] وقال: ( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [ غافر: 15، 16 ].

وقوله: ( أن أنذروا ) أي: لينذروا أنه لا إله إلا أنا ) [ كما قال تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا ) ] فاعبدون ) [ الأنبياء: 25 ] وقال في هذه [ الآية ]: ( فاتقون ) أي: فاتقوا عقوبتي لمن خالف أمري وعبد غيري.

Report Page