[16:1] - النحل - البغوي
البغوي﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ أَتى أَمرُ اللَّهِ فَلا تَستَعجِلوهُ سُبحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشرِكونَ﴾ [ النحل - 16:1 ]
مكية [ مائة وثمان وعشرون آية ] إلا قوله تعالى: ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إلى آخر السورة.
( أتى ) أي جاء ودنا وقرب، ( أمر الله ) قال ابن عرفة: تقول العرب: أتاك الأمر وهو متوقع بعد، أي: أتى أمر الله وعدا فلا تستعجلوه وقوعا.
( أمر الله ) قال الكلبي وغيره: المراد منه القيامة.
قال ابن عباس لما نزل قوله تعالى " اقتربت الساعة " ( القمر - 1 ) قال الكفار بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن، فلما لم ينزل شيء [ قالوا: ما نرى شيئا فنزل قوله " اقترب للناس حسابهم " ( الأنبياء - 1 ) فأشفقوا، فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئا مما تخوفنا به ] فأنزل الله تعالى: ( أتى أمر الله ) فوثب النبي ﷺ ورفع الناس رءوسهم وظنوا أنها قد أتت حقيقة فنزلت ( فلا تستعجلوه ) فاطمأنوا.
والاستعجال: طلب الشيء قبل حينه.
ولما نزلت هذه الآية قال النبي ﷺ: " بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه، وإن كادت لتسبقني ".
قال ابن عباس: كان بعث النبي ﷺ من أشراط الساعة ولما مر جبريل عليه السلام بأهل السموات مبعوثا إلى محمد ﷺ قالوا: الله أكبر قامت الساعة.
وقال قوم: المراد بالأمر هاهنا: عقوبة المكذبين والعذاب بالسيف وذلك أن النضر بن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فاستعجل العذاب، فنزلت هذه الآية. وقتل النضر يوم بدر صبرا.
( سبحانه وتعالى عما يشركون ) معناه تعاظم بالأوصاف الحميدة عما يصفه به المشركون.