[2:52] - البقرة - الطبري

[2:52] - البقرة - الطبري

ابن جرير الطبري

﴿ثُمَّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [ البقرة - 2:52 ]

القول في تأويل قوله تعالى ذكره ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)

قال أبو جعفر: وتأويل قوله: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)، يقول: تركنا معاجلتكم بالعقوبة،" من بعد ذلك "، أي من بعد اتخاذكم العجل إلها. كما:-

927 - حدثني به المثنى بن إبراهيم قال، حدثنا آدم العسقلاني قال، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك)، يعني من بعد ما اتخذتم العجل.

* * *

وأما تأويل قوله: (لعلكم تشكرون)، فإنه يعني به: لتشكروا. ومعنى " لعل " في هذا الموضع معنى " كي". وقد بينت فيما مضى قبلُ أن أحد معاني" لعل "" كي"، بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع (112).

* * *

فمعنى الكلام إذا: ثم عفونا عنكم من بعد اتخاذكم العجل إلها، لتشكروني على عفوي عنكم، إذ كان العفو يوجب الشكر على أهل اللب والعقل.

------------

الهوامش:

(112) انظر ما مضى 1: 364 - 365.

Report Page