[2:52] - البقرة - الوسيط
الطنطاوي﴿ثُمَّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [ البقرة - 2:52 ]
وقوله تعالى: ( ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) معناه ثم تركنا معاجلتكم بالعقوبة، ومحونا ذنوبكم، لتوبتكم من بعد اتخاذكم العجل معبوداً من دون الله، رجاء أن تشكروا خالقكم على عفوه عنكم وتستعملوا نعمه فيما خلقت له وتتبعوا رسوله ﷺ.
وقد تضمنت هاتان الآيتان الكريمتان، ما يدل على غباء بني إسرائيل وقصر نظرهم. لأنهم اتخذوا العجل إلهاً بعد أن شاهدوا البراهين على صدق نبيهم، كما تضمنتا تسلية للرسول ﷺ عما كان يشاهده من اليهود المعاصرين للدعوة الإسلامية، فكأنه سبحانه يقول: إن ما قام به بنو إسرائيل المعاصرون لك من أذى وحقد قد فعل ما يشبهه آباؤهم الأقدمون مع نبيهم موسى - عليه السلام - فلقد اتخذوا في غيبته عجلاً جسداً له خوار دون أن يفطنوا إلى أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا، اتخذوه وكانوا ظالمين.
خامساً - نعمة إيتاء موسى التوراة لهدايتهم.