[19:17] - مريم - ابن كثير
ابن كثير﴿فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا﴾ [ مريم - 19:17 ]
وقوله: ( فاتخذت من دونهم حجابا ) أي: استترت منهم وتوارت، فأرسل الله تعالى إليها جبريل عليه السلام ( فتمثل لها بشرا سويا ) أي: على صورة إنسان تام كامل.
قال مجاهد، والضحاك، وقتادة، وابن جريج ووهب بن منبه، والسدي، في قوله: ( فأرسلنا إليها روحنا ) يعني: جبريل، عليه السلام.
وهذا الذي قالوه هو ظاهر القرآن فإنه تعالى قد قال في الآية الأخرى: ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) [ الشعراء: 193، 194 ].
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: إن روح عيسى، عليه السلام، من جملة الأرواح التي أخذ عليها العهد في زمان آدم، وهو الذي تمثل لها بشرا سويا، أي: روح عيسى، فحملت الذي خاطبها، وحل في فيها.
وهذا في غاية الغرابة والنكارة، وكأنه إسرائيلي.