[19:18] - مريم - ابن كثير

[19:18] - مريم - ابن كثير

ابن كثير

﴿قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾ [ مريم - 19:18 ]

( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) أي: لما تبدى لها الملك في صورة بشر، وهي في مكان منفرد وبينها وبين قومها حجاب، خافته وظنت أنه يريدها على نفسها، فقالت: ( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) أي: إن كنت تخاف الله. تذكير له بالله، وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون بالأسهل فالأسهل، فخوفته أولا بالله، عز وجل.

قال ابن جرير: حدثني أبو كريب، حدثنا أبو بكر، عن عاصم قال: قال أبو وائل - وذكر قصة مريم - فقال: قد علمت أن التقي ذو نهية حين قالت: ( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك ) أي: فقال لها الملك مجيبا لها ومزيلا ما حصل عندها من الخوف على نفسها: لست مما تظنين، ولكني رسول ربك، أي: بعثني إليك، ويقال: إنها لما ذكرت الرحمن انتفض جبريل فرقا وعاد إلى هيئته

Report Page