[16:125] - النحل - ابن كثير

[16:125] - النحل - ابن كثير

ابن كثير

﴿ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [ النحل - 16:125 ]

يقول تعالى آمرا رسوله محمدا - ﷺ - أن يدعو الخلق إلى الله ) بالحكمة )

قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة ( والموعظة الحسنة ) أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ذكرهم بها؛ ليحذروا بأس الله تعالى.

وقوله: ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ) [ العنكبوت: 46 ] فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون - عليهما السلام - حين بعثهما إلى فرعون فقال: ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) [ طه: 44 ].

وقوله: ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) أي: قد علم الشقي منهم والسعيد، وكتب ذلك عنده وفرغ منه، فادعهم إلى الله، ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير، عليك البلاغ، وعلينا الحساب، ( إنك لا تهدي من أحببت ) [ القصص: 56 ] و( ليس عليك هداهم ) [ البقرة: 272 ].

Report Page