[15:91] - الحجر - البغوي

[15:91] - الحجر - البغوي

البغوي

﴿الَّذينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضينَ﴾ [ الحجر - 15:91 ]

( الذين جعلوا القرآن عضين ) جزءوه فجعلوه أعضاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وقال مجاهد: هم اليهود، والنصارى قسموا كتابهم ففرقوه وبدلوه.

وقيل: " المقتسمون " قوم اقتسموا القرآن. فقال بعضهم: سحر. وقال بعضهم: شعر. وقال بعضهم: كذب، وقال بعضهم: أساطير الأولين.

وقيل: الاقتسام هو أنهم فرقوا القول في رسول الله ﷺ فقالوا: ساحر كاهن شاعر.

وقال مقاتل: كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم، فاقتسموا عقاب مكة وطرقها، وقعدوا على أنقابها يقولون لمن جاء من الحجاج: لا تغتروا بهذا الرجل الخارج الذي يدعي النبوة منا. وتقول طائفة منهم: إنه مجنون، وطائفة: إنه كاهن، وطائفة: إنه شاعر والوليد قاعد على باب المسجد نصبوه حكما فإذا سئل عنه قال: صدق أولئك [ يعني ] المقتسمين.

وقوله: ( عضين ) قيل: هو جمع عضو، مأخوذ من قولهم: عضيت الشيء تعضية، إذا فرقته. ومعناه: أنهم جعلوا القرآن أعضاء، فقال بعضهم: سحر. وقال بعضهم: كهانة. وقال بعضهم: أساطير الأولين.

وقيل: هو جمع عضة: يقال: عضة وعضين مثل برة وبرين وعزة وعزين، وأصلها: عضهة ذهبت هاؤها الأصلية، كما نقصوا من الشفة وأصلها شفهة، بدليل: أنك تقول في التصغير شفيهة، والمراد بالعضة الكذب والبهتان.

وقيل: المراد بالعضين العضه وهو السحر، يريد: أنهم سموا القرآن سحرا.

Report Page