[15:88] - الحجر - ابن كثير
ابن كثير﴿لا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم وَلا تَحزَن عَلَيهِم وَاخفِض جَناحَكَ لِلمُؤمِنينَ﴾ [ الحجر - 15:88 ]
وقوله: ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) أي: استغن بما آتاك الله من القرآن العظيم عما هم فيه من المتاع والزهرة الفانية.
ومن هاهنا ذهب ابن عيينة إلى تفسير الحديث الصحيح: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " إلى أنه يستغنى به عما عداه، وهو تفسير صحيح، ولكن ليس هو المقصود من الحديث، كما تقدم في أول التفسير.
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن وكيع بن الجراح، حدثنا موسى بن عبيدة، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي رافع صاحب النبي - ﷺ - قال: أضاف النبي - ﷺ - ضيفا ولم يكن عند النبي - ﷺ - شيء يصلحه، فأرسل إلى رجل من اليهود: يقول لك محمد رسول الله: أسلفني دقيقا إلى هلال رجب. قال: لا إلا برهن. فأتيت النبي - ﷺ - [ فأخبرته ] فقال: " أما والله إني لأمين من في السماء وأمين من في الأرض ولئن أسلفني أو باعني لأؤدين إليه ". فلما خرجت من عنده نزلت هذه الآية: ( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ) إلى آخر الآية. [ طه: 131 ] كأنه يعزيه عن الدنيا
وقال العوفي، عن ابن عباس: ( لا تمدن عينيك ) قال: نهي الرجل أن يتمنى مال صاحبه.
وقال مجاهد: ( إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) هم الأغنياء.