مقتطفات من الفتوى التي صدرت من المفوضية الإسلامية في إسبانيا في تكفير الإرهابيين
سُني🟥 قصر الفساد على الجانب الدنيوي فقط من إزهاق الأرواح دون الأخروي [ الشرك | البدع | الرذائل ] و عماد الشريعة تقليل المفاسد و تكميل المصالح قدر المستطاع باعتبار الآخرة قبل الدنيا
⬛️ [[ فالمسلمون، بهذا المعنى؛ يجب عليهم السعي لخير أنفسهم وأسرهم وجيرانهم والمجتمع بوجه عام: ﴿وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }. ولفظة «فساد» هنا تشمل كل أشكال الفوضى والإرهاب، التي تسعى لتدمير أمن وسلام المسلمين. والمسلمون، من ثم؛ لا يحرم عليهم فقط ارتكاب الجرائم ضد الأبرياء، بل هم مسؤولون أيضًا أمام الله عن منع من لديهم النية لذلك؛ بما أن هؤلاء يبغون الفساد في الأرض. ]]
🟥 قلب الاستثناءات قواعد عامة و إنزال آيات جاءت فيمن ليسوا من أهل الحرب والقتال « أي ليس لهم قدرة عليه » كالصبيان والنساء و الزمن من الشيوخ على عامة الكفار
⬛️ [[ وبالنسبة لمعاملة غير المسلمين؛ تقول الآية الثامنة من سورة الممتحنة: { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . } ومفهوم البر في هذه الآية يُشير إلى الطريقة التي يجب أن يُعامل بها المرء الوالدين والأقارب. ]]
🟥 تحريف معنى حديث النبي في الإحسان للجار و من ثبتت جيرته للمسلمين إما أن يكون معاهداً أو ذمياً أو مستأمناً و إلا كان في حكم الحربي ليس له إلا السيف حتى ينزل أحد المراتب الثلاث أو يُسلم
⬛️ [[ ويزيد النبي (ﷺ) المفهوم وضوحًا كما جاء في الصحيحين (۱): «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن. قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه .]]
🟥 الزعم بأن الشريعة لا تشجع رد الشر بالشر « بهذا الإطلاق » مستدلاً بآية في « استحباب » دفع السيئة بالحسنة و إلا فهي تجيز رد السيئة بسيئة مثلها
﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَوَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبيلٍإِنَّمَا السَّبيلُ عَلَى الَّذينَ يَظلِمونَ النّاسَ وَيَبغونَ فِي الأَرضِ بِغَيرِ الحَقِّ أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌوَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِن عَزمِ الأُمورِوَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن وَلِيٍّ مِن بَعدِهِ وَتَرَى الظّالِمينَ لَمّا رَأَوُا العَذابَ يَقولونَ هَل إِلى مَرَدٍّ مِن سَبيلٍ﴾ [الشورى: ٤٠-٤٤]
⬛️ [[ والقرآن لا يشجع المسلمين على رد الشر بالشر؛ بل على العكس يدعو المؤمنين إلى رد السيئة بالحسنة :
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَمِيمٌ . }
وقال سبحانه وتعالى أيضًا إن الجنة أُعِدَّت لمن يعمل في سبيل الله في السراء والضراء، وكذلك الذين يكظمون غيظهم ويعفون عن جيرانهم، لأن الله يحب المحسنين:
﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾
﴿لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرهَقُ وُجوهَهُم قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فيها خالِدونَ﴾ [يونس: ٢٦]
{ [[ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُها فَمَن عَفا وَأَصلَحَ فَأَجرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ } ]]
🟥 زعم أن الله « يكره القتل » [ بهذا الإطلاق ] و استدل بأشياء لا تدل على المراد مثل قصة قابيل وهابيل فهذا شرع من قبلنا و لم يقره ديننا و هو بنفسه أقر جواز القتل من باب الدفاع في نفس الفتوى ! كذلك استدل بما شرعه الله لبني إسرائيل رغم أن الآية نفسها استثنت « بغير نفس أو فساد في الأرض » أي قتل القاتل و قتل المفسد [ والإفساد يتناول آخرة الناس من الشرك والرذائل قبل دنياهم ] بل حتى جهاد الطلب شرعه الله لبني إسرائيل أصلاً فتفسيره هذا يضرب النصوص ببعضها
﴿يا قَومِ ادخُلُوا الأَرضَ المُقَدَّسَةَ الَّتي كَتَبَ اللَّهُ لَكُم وَلا تَرتَدّوا عَلى أَدبارِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَقالوا يا موسى إِنَّ فيها قَومًا جَبّارينَ وَإِنّا لَن نَدخُلَها حَتّى يَخرُجوا مِنها فَإِن يَخرُجوا مِنها فَإِنّا داخِلونَ﴾ [المائدة: ٢١-٢٢]
﴿فَلَمّا فَصَلَ طالوتُ بِالجُنودِ قالَ إِنَّ اللَّهَ مُبتَليكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ مِنّي وَمَن لَم يَطعَمهُ فَإِنَّهُ مِنّي إِلّا مَنِ اغتَرَفَ غُرفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبوا مِنهُ إِلّا قَليلًا مِنهُم فَلَمّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ قالوا لا طاقَةَ لَنَا اليَومَ بِجالوتَ وَجُنودِهِ قالَ الَّذينَ يَظُنّونَ أَنَّهُم مُلاقُو اللَّهِ كَم مِن فِئَةٍ قَليلَةٍ غَلَبَت فِئَةً كَثيرَةً بِإِذنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصّابِرينَوَلَمّا بَرَزوا لِجالوتَ وَجُنودِهِ قالوا رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَفَهَزَموهُم بِإِذنِ اللَّهِ وَقَتَلَ داوودُ جالوتَ وَآتاهُ اللَّهُ المُلكَ وَالحِكمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمّا يَشاءُ وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ وَلكِنَّ اللَّهَ ذو فَضلٍ عَلَى العالَمينَ﴾ [البقرة: ٢٤٩-٢٥١]
⬛️ [[ وتظهر كراهية الله للقتل في الآيات التي تتحدث عن هابيل في سورة المائدة:
﴿وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنَي آدَمَ بِالحَقِّ إِذ قَرَّبا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قالَ لَأَقتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ﴾ [المائدة: ٢٧]
﴿مِن أَجلِ ذلِكَ كَتَبنا عَلى بَني إِسرائيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعًا وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا وَلَقَد جاءَتهُم رُسُلُنا بِالبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثيرًا مِنهُم بَعدَ ذلِكَ فِي الأَرضِ لَمُسرِفونَ﴾ [المائدة: ٣٢]
وجدير بالذكر أن الإشارة لبني إسرائيل لا تقلل من الصلاحية العالمية لتلك الرسالة. وقد ذكرنا الرسول (ﷺ) أيضًا بأن القتل هو ثاني أعظم الكبائر وأخبرنا أن أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة هو الدماء. ]]
🟥 استدل بآيات حرّفها عن معناها لإبطال شريعة جهاد الطلب و قصر الجهاد على الدفع فقط و الأعجب أنه استدل - بخذلان عجيب من الله - بنصوص في حرمة قتل النساء والأطفال في الحرب الدفاعية! « فهل ينهانا النبي ﷺ عن قتل نسائنا وأطفالنا مثلاً ! أم هل العدو يأتي بنسائه و أطفاله مع الجند المُجيش عند غزو أرضنا ؟ » ثم استدل بكلام النبي ﷺ عن حرمة الغدر بالمعاهد والمستأمن و هذا صحيح لمن ثبت في حقه العهد و الاستئمان و ليس عامة الكفار
◾﴿وَقاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]
لها وجهان
١) أنها آية منسوخة بسورة براءة وكانت في أول الدعوة
٢) « الذين يقاتلونكم » أي ممن هو من أهل القتال كالعلوج من الرجال دون الأطفال والنساء و الزمن من الشيوخ و من طلب الأمان
[[ الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠] اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذِهِ الْآيَةُ هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ بِقِتَالِ أَهْلِ الشِّرْكِ. وَقَالُوا: أُمِرَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ بِقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَالْكَفِّ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ نُسِخَتْ بِبَرَاءَةَ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، فِي قَوْلِهِ: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠] قَالَ «هَذِهِ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُقَاتِلُ مُنْ يُقَاتِلُهُ وَيَكُفُّ ⦗٢٩٠⦘ عَمَّنْ كَفَّ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَتْ بَرَاءَةُ»
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْمُسْلِمِينَ بِقِتَالِ الْكُفَّارِ لَمْ يُنْسَخْ، وَإِنَّمَا الِاعْتِدَاءُ الَّذِي نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ نَهْيِهِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ، وَالذَّرَارِيِّ. قَالُوا: وَالنَّهْي عَنْ قَتْلِهِمْ ثَابِتٌ حُكْمُهُ الْيَوْمَ. قَالُوا: فَلَا شَيْءَ نُسِخَ مِنْ حُكْمِ هَذِهِ الْآيَةِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، قَالَ «كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠] قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنَّ ذَلِكَ فِي النِّسَاءِ، وَالذُّرِّيَّةِ وَمَنْ لَمْ يَنْصُبْ لَكَ الْحَرْبَ مِنْهُمْ» ]]
📚 تفسير الطبري
◾ ﴿أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ [الحج: ٣٩]
نزلت في حالة معينة في أول الدعوة لا تشريعاً عاماً و المعني بها
1) النبي ﷺ وأصحابه
٢) المهاجرون من مكة إلى المدينة الذين مُنعوا
[[ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي الَّذِينَ عُنُوا بِالْإِذْنِ لَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَةِ فِي الْقِتَالِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُنِيَ بِهِ: نَبِيُّ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي قَالَ: ثني عَمِّي قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩] «يَعْنِي مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ إِذْ أُخْرِجُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ؛ يَقُولُ اللَّهُ: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩] وَقَدْ فَعَلَ»
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهَذِهِ الْآيَةِ قَوْمٌ بِأَعْيَانِهِمْ كَانُوا خَرَجُوا مِنْ دَارِ الْحَرْبِ يُرِيدُونَ الْهِجْرَةَ، فَمُنِعُوا مِنْ ذَلِكَ
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ [الحج: ٣٩] قَالَ: «أُنَاسٌ مُؤْمِنُونَ خَرَجُوا مُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانُوا يُمْنَعُونَ، فَأَذِنَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِقِتَالِ الْكُفَّارِ، فَقَاتَلُوهُمْ»
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ ⦗٥٧٦⦘ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ [الحج: ٣٩] قَالَ: «نَاسٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ خَرَجُوا مُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يُمْنَعُونَ، فَأَدْرَكَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأُذِنَ لِلْمُؤْمِنِينَ بِقِتَالِ الْكُفَّارِ، فَقَاتَلُوهُمْ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَقُولُ: أَوَّلُ قِتَالٍ أَذِنَ اللَّهُ بِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ» ]]
📚 تفسير الطبري
[[ وَإِنْ قَالَ: كُلَّ آيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْجِهَادِ.قيل لَهُ الْجِهَادُ شُرِعَ عَلَى مَرَاتِبَ، فَأَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ الْإِذْنَ بِقَوْلِهِ: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩] . فَقَدْ ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذِهِ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْجِهَادِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَزَلَ وُجُوبُهُ بِقَوْلِهِ: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ﴾ [البقرة: ٢١٦] . وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِقِتَالِ مَنْ طَلَبَ مُسَالَمَتَهُمْ، بَلْ قَالَ: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا - إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ - أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ - وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ [النساء: ٨٩ - ٩٠] . وَكَذَلِكَ مَنْ هَادَنَهُمْ لَمْ يَكُونُوا مَأْمُورِينَ بِقِتَالِهِ، وَإِنْ كَانَتِ الْهُدْنَةُ عَقْدًا جَائِزًا غَيْرَ لَازِمٍ. ثُمَّ أَنْزَلَ فِي (بَرَاءَةَ) الْأَمْرَ بِنَبْذِ الْعُهُودِ، وَأَمَرَهُمْ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً، وَأَمَرَهُمْ بِقِتَالِ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا لَمْ يُسْلِمُوا حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ، وَلَمْ يُبِحْ لَهُمْ تَرْكَ قِتَالِهِمْ وَإِنْ سَالَمُوهُمْ وَهَادَنُوهُمْ هُدْنَةً مُطْلَقَةً مَعَ إِمْكَانِ جِهَادِهِمْ. ]]
📚 الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية
قال رسول الله ﷺ « أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فمَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فقَدْ عَصَمَ مِنِّي نَفْسَهُ ومالَهُ، إلَّا بحَقِّهِ وحِسابُهُ علَى اللَّهِ. »
📚 صحيح البخاري
⬛️ [[ كذلك مفهوم الحرب في القرآن؛ فإنه ينحصر في الدفاع فقط :
﴿وَقاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]
وكما ذكر محمد أسد في ترجمته المعاني القرآن؛ فإن معظم المفسرين يتفقون على أن لفظة تعتدوا تعني في هذا السياق: «لا تبدؤوا بالعدوان». ثم إن السمة الدفاعية للقتال في قوله تعالى: في سبيل الله ، أي بسبب المبادئ الأخلاقية التي أمر بها الله؛ واضحة في قوله : الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم ... وهو ما يزداد وضوحًا في الآية التاسعة والثلاثين من سورة الحج :
﴿أُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلونَ بِأَنَّهُم ظُلِموا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصرِهِم لَقَديرٌ﴾ [الحج: ٣٩]
وهذه، حسب جميع ما وَرَدَنا من روايات؛ هي إشارة القرآن الأولى ( ومن ثم الأساسية) إلى الجهاد. وفي سياق الحرب الدفاعية؛ يفرض الرسول (ﷺ) قيودًا صارمة لحفظ الأنفس والأموال. ولذا؛ حرم النبي محمد (ﷺ) قتل النساء والأطفال والمدنيين في الحروب . وقال أيضًا إن: «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة» . ]]
🟥 حرّف معنى آيات نزلت في اليهود بأن الله أذلهم على أيدي المشركين و فرّق كلمتهم عقوبة لما فعلوه ليستدل على كراهية الله للحرب !
« العجيب أنه و أمثاله فعلوا مثل اليهود في تحريف النصوص فسلط الله عليهم عقوبته، الذلة على أيدي أعدائه ! فهو يقرأ ما يدينه و يفلج رأسه بالحجة ويفضحه في الدنيا قبل الآخرة و يحرفه ليرضي طاغوته الغربي ! »
﴿وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ غُلَّت أَيديهِم وَلُعِنوا بِما قالوا بَل يَداهُ مَبسوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ وَلَيَزيدَنَّ كَثيرًا مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيانًا وَكُفرًا وَأَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إِلى يَومِ القِيامَةِ كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾ [المائدة: ٦٤]
[[ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾ [المائدة: ٦٤] أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللَّهِ الْيَهُودُ، كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ، فَلَنْ تَلْقَى الْيَهُودَ بِبَلَدٍ إِلَّا وَجَدْتَهُمْ مِنْ أَذَلَّ أَهْلِهِ، لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ حِينَ جَاءَ وَهُمْ تَحْتَ أَيْدِي الْمَجُوسِ أَبْغَضِ خَلْقِهِ إِلَيْهِ " ]]
📚 تفسير الطبري
⬛️ [[ وبالمثل يشير القرآن عند الكلام عن الذين يدّعون نفاقاً إيمانهم بالتوراة إلى أنه كلما أوقد أحدهم نار الحرب أطفأها الله ]]
🟥 حرّف معنى آيات تنهي عن نقض عهود السلم خيانةً و غيلةً على عدم جواز ذلك مطلقاً و الرد عليه بعده بآية ! ثم استدل بآية منسوخة الحكم
﴿الَّذينَ عاهَدتَ مِنهُم ثُمَّ يَنقُضونَ عَهدَهُم في كُلِّ مَرَّةٍ وَهُم لا يَتَّقونَفَإِمّا تَثقَفَنَّهُم فِي الحَربِ فَشَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم لَعَلَّهُم يَذَّكَّرونَ﴾ [الأنفال: ٥٦-٥٧]
﴿وَإِمّا تَخافَنَّ مِن قَومٍ خِيانَةً فَانبِذ إِلَيهِم عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ﴾ [الأنفال: ٥٨]
﴿وَإِن جَنَحوا لِلسَّلمِ فَاجنَح لَها وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ﴾ [الأنفال: ٦١]
[[ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ: وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً وَغَدْرًا، فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ وَآذِنْهُمْ بِالْحَرْبِ. ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: ٦١] وَإِنْ مَالُوا إِلَى مُسَالَمَتِكَ وَمُتَارَكَتِكَ الْحَرْبَ، إِمَّا بِالدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ، وَإِمَّا بِإِعْطَاءِ الْجِزْيَةِ، وَإِمَّا بِمُوادَعَةٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ السَّلْمِ وَالصُّلْحِ ﴿فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: ٦١] يَقُولُ: فَمِلْ إِلَيْهَا، وَابْذُلْ لَهُمْ مَا مَالُوا إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ وَسَأَلُوكَهُ حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: «﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ﴾ [الأنفال: ٦١] إِلَى الصُّلْحِ ﴿فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: ٦١] قَالَ: وَكَانَتْ هَذِهِ قَبْلَ بَرَاءَةٍ، كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ يُوَادِعُ الْقَوْمَ إِلَى أَجَلٍ، فَإِمَّا أَنْ يُسْلِمُوا وَإِمَّا أَنْ يُقَاتَلُوا، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بَعْدُ فِي بَرَاءَةٌ فَقَالَ: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] وَقَالَ: ﴿قَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً﴾ [التوبة: ٣٦] وَنَبَذَ إِلَى كُلِّ ذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، وَأَمَرَهُ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُسْلِمُوا، وَأَنْ لَا يَقْبَلَ مِنْهُمْ إِلَّا ذَلِكَ، وَكُلُّ عَهْدٍ كَانَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَفِي غَيْرِهَا، وَكُلُّ صُلْحٍ يُصَالِحُ بِهِ ⦗٢٥٣⦘ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ يَتَوَادَعُونَ بِهِ فَإِنَّ بَرَاءَةٌ جَاءَتْ. بَنْسِخِ ذَلِكَ، فَأُمِرَ بِقِتَالِهِمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ]]
[[ الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ﴾ [الأنفال: ٦٠] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَأَعِدُّوا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ، الَّذِينَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ عَهْدٌ، إِذَا خِفْتُمْ خِيَانَتَهُمْ وَغَدْرَهُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠] يَقُولُ: مَا أَطَقْتُمْ أَنْ تَعُدُّوهُ لَهُمْ مِنَ الْآلَاتِ الَّتِي تَكُونُ قُوَّةً لَكُمْ عَلَيْهِمْ مِنَ السِّلَاحِ وَالْخَيْلِ. ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠] يَقُولُ: تُخِيفُونَ بِإِعْدَادِكُمْ ذَلِكَ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ]]
📚 تفسير الطبري
و هذا في ترهيب « المعاهد » ممن خيفت غيلته و غدره لا من « نقض المواثيق الدولة » فإن من نقض عهده معنا حربي لا معاهد !
🛑 براءة هي السورة المحكمة في باب الجهاد
﴿بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ إِلَى الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَفَسيحوا فِي الأَرضِ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَاعلَموا أَنَّكُم غَيرُ مُعجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخزِي الكافِرينَوَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسولِهِ إِلَى النّاسِ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَريءٌ مِنَ المُشرِكينَ وَرَسولُهُ فَإِن تُبتُم فَهُوَ خَيرٌ لَكُم وَإِن تَوَلَّيتُم فَاعلَموا أَنَّكُم غَيرُ مُعجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذينَ كَفَروا بِعَذابٍ أَليمٍإِلَّا الَّذينَ عاهَدتُم مِنَ المُشرِكينَ ثُمَّ لَم يَنقُصوكُم شَيئًا وَلَم يُظاهِروا عَلَيكُم أَحَدًا فَأَتِمّوا إِلَيهِم عَهدَهُم إِلى مُدَّتِهِم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقينَفَإِذَا انسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ فَاقتُلُوا المُشرِكينَ حَيثُ وَجَدتُموهُم وَخُذوهُم وَاحصُروهُم وَاقعُدوا لَهُم كُلَّ مَرصَدٍ فَإِن تابوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم إِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [التوبة: ١-٥]
[[ فَإِذَا انْقَضَتِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ الثَّلَاثَةُ عَنِ الَّذِينَ لَا عَهْدَ لَهُمْ، أَوْ عَنِ الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ عَهْدٌ، فَنَقَضُوا عَهْدَهُمْ بِمُظَاهَرَتِهِمُ الْأَعْدَاءَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ، أَوْ كَانَ عَهْدُهُمْ إِلَى أَجَلٍ غَيْرِهِ مَعْلُومٍ ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة: ٥] يَقُولُ: فَاقْتُلُوهُمْ ﴿حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [النساء: ٨٩] يَقُولُ: حَيْثُ لَقِيتُمُوهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فِي الْحَرَمِ وَغَيْرِ الْحَرَمِ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ وَغَيْرِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ. ﴿وَخُذُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] يَقُولُ: وَأْسِرُوهُمْ ﴿وَاحْصُرُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥] يَقُولُ: وَامْنَعُوهُمْ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي بِلَادِ الْإِسْلَامِ وَدُخُولِ مَكَّةَ. ﴿وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ [التوبة: ٥] يَقُولُ: وَاقْعُدُوا لَهُمْ بِالطَّلَبِ لِقَتْلِهِمْ أَوْ أَسْرِهِمْ كُلَّ مَرْصَدٍ. يَعْنِي: كُلَّ طَرِيقٍ وَمَرْقَبٍ، فَإِنْ رَجَعُوا عَمَّا نَهَاهُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَجُحُودِ نُبُوَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ، دُونَ الْآلِهَةِ وَالْأَنْدَادِ، وَالْإِقْرَارِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ. ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾ [البقرة: ٢٧٧] يَقُولُ: وَأَدَّوْا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الصَّلَاةِ بِحُدُودِهَا وَأَعْطَوُا الزَّكَاةَ الَّتِي أَوْجَبَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي أَمْوَالِهِمْ أَهْلَهَا. ﴿فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة: ٥] يَقُولُ: فَدَعُوهُمْ يَتَصَرَّفُونَ فِي أَمْصَارِكُمْ وَيَدْخُلُونَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ. ﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٣] لِمَنْ تَابَ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَنَابَ إِلَى طَاعَتِهِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، سَاتِرٌ عَلَى ذَنْبِهِ، رَحِيمٌ بِهِ أَنْ يُعَاقِبَهُ عَلَى ذُنُوبِهِ السَّالِفَةِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ بَعْدَ التَّوْبَةِ ]]
📚 تفسير الطبري
⬛️ [[ كذا جَرّم الله أفعال تلك الشعوب التي تنتهك المعاهدات الدولية، وتبدأ بالحرب :
﴿الَّذينَ عاهَدتَ مِنهُم ثُمَّ يَنقُضونَ عَهدَهُم في كُلِّ مَرَّةٍ وَهُم لا يَتَّقونَ﴾ [الأنفال: ٥٦]
ويطلب منا بذل كل شيء لهزيمتهم:
﴿وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ وَمِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُم وَآخَرينَ مِن دونِهِم لا تَعلَمونَهُمُ اللَّهُ يَعلَمُهُم وَما تُنفِقوا مِن شَيءٍ في سَبيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيكُم وَأَنتُم لا تُظلَمونَ﴾ [الأنفال: ٦٠]
ولكن إن جنحوا للسلم، فعلى المسلمين الجنوح للسلم كذلك :
﴿وَإِن جَنَحوا لِلسَّلمِ فَاجنَح لَها وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ﴾ [الأنفال: ٦١] ]]
🟥 الحكم بالردة على « الإرهابيين » ! بل و تكفير القاتل بغير حق !
و معلوم عندنا في الشريعة أن القاتل بغير حق مرتكب كبيرة تحت المشيئة و ليس كافراً و أن الخوارج الذين يسفكون الدماء بغير حق ليسوا بكفار و هو قول الجمهور فكيف بتكفير من يسفكها بما أمر الله به و أنكره هذا الزنديق !
⬛️ [[ إن ارتكاب الأعمال الإرهابية معناه الانفصال العنيف عن تعاليم الإسلام؛ مما يسمح بالحكم على مرتكبيها، من الأفراد أو الجماعات؛ بانتفاء صفة الإسلام عنهم، وأنهم قد أمسوا خارج دائرته ومثل تلك المجموعات تشوه مفاهيم الإسلام الأساسية، وتتلاعب بها، كمفهوم الجهاد مثلا ؛ عن طريق فرض تفاسيرهم ومعاييرهم عليها .]]
⬛️ [[ وإذ تتسبب هذه الجماعات المتطرفة في القتل العشوائي لغيرهم من المسلمين. فعلينا هنا تذكر ما بينه رسول الله (ﷺ) من أن المسلم الذي يقتل مسلما آخر يمسي كافرا. ]]
لعله يقصد قول النبي ﷺ « فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض »
و ليس في هذا أن القاتل كافر بقتله بل من سمات الكفار التناحر و القتل فقد فهم النص بشكل معكوس !
⬛️ [[ ٤ - مرتكبو الأعمال الإرهابية ينتهكون تعاليم القرآن، ومن ثم يُصبحون مرتدين نبذوا الإسلام. ]]
⬛️ [[ وفقا للشريعة؛ فإن من يحل ما حرمه الله أو يحرم ما أحله الله، كقتل الأبرياء في هجمات إرهابية؛ يكون كافرًا مرتدا ومستحلا لما حرم الله ؛ لأنه يجعل جريمة قتل الأبرياء حلالا (وهذا معنى الاستحلال)، وهي جريمة حرمها القرآن الكريم وسنة النبي محمد (ﷺ). وما دام أسامة بن لادن ومنظمته يدافعون عن شرعية الإرهاب، ويحاولون إلصاق ذلك بالقرآن الكريم والسنة؛ فإنهم بذلك يستحلون ما حرم الله، ومن ثم قد صاروا كافرين مرتدين بحكم الواقع. ولا ينبغي اعتبارهم مسلمين، ولا التعامل معهم بوصفهم كذلك . وبناء عليه؛ نعلن أن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، المسئولين عن الجرائم الفظيعة ضد الأبرياء، الذين اغتيلوا بخِيَّةٍ في هجمات الحادي عشر من مارس في مدريد؛ قد صاروا خارج دائرة الإسلام. وهذا يسري على كل من يستغل القرآن الكريم والسنة النبوية في تسويغ الأعمال الإرهابية. ]]
⬛️ [[ وبناء على هذه الفتوى؛ طالبنا الحكومة الوطنية ووسائل الإعلام الإسبانية أن تتوقف عن استخدام كلمة «إسلام» أو «إسلامي»، في وصف هؤلاء الأشرار؛ لأنهم ليسوا مسلمين، ولا صلة لهم بأمتنا أو بجماعتنا الإسلامية، وأن يلقبوهم بدلا من ذلك بـ «إرهابيي القاعدة»، لكن دون استخدام صفة «إسلامي» لأنهم، كما سبق القول؛ ليسوا مسلمين بحكم الشرع. ]]
هنا لا يُفرق بين الاستحلال العملي و الاستحلال الاعتقادي و يُكفّر المسلمين !
فالخوارج استحلوا الدماء استحلالاً عملياً لا اعتقادياً إذ يرون يقتلونه قد حلّ دمه و مع ذلك الجمهور على عدم تكفيرهم و هو قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعكس الاستحلال الاعتقادي فإنه زعم أن الله أحل ما نص على تحريمه بعينه كمن استحل أكل لحم الخنزير مثلاً أو الزواج من المحارم
🟥 جبري يستدل بالقدر على إبطال الشرع !
[[ ومأساة الأندلس، التي تتمثل في الإبادة الجماعية للمسلمين وطردهم من إسبانيا، بلدهم الأم جميعا؛ لا يحكم فيها إلا الله. وليس أمام العبيد إلا قبول القضاء الإلهي شاکرین ]]