خطر التكنولوجيا

خطر التكنولوجيا

منصة ثوابت


خطر التكنولوجيا



مقدمة:

تعتبر التكنولوجيا إحدى الانتقالات التي تشهد تطورًا ملحوظًا مع مرور الوقت، وتفاقمًا في الأداء مستمرًا، وتحولاتٍ جذرية؛ حيث أصبحت تذر الكثير من المعلومات والشائعات المترامية من كل الاتجاهات، والتي تشكلها شبكات الإنترنت، تحديدًا؛ شبكات التواصل الاجتماعي.

حيث أصبح انتشار المعلومات سريعًا جدًا وبامتياز، ليس بمقدورك أن تتخيل مدى انتشار الشائعات بشكلٍ سريع وواسع قبل أن يتم التحقق من صحتها، أو مدى أهميتها. وهذا يمثل خطرًا كبير على المجتمع كلل، وليس استثناءً على فئة محددة! فقد حاولت في هذا المقال تسليط الضوء على بعض الظواهر التي تشكل خطرًا وكيفية تجنبها ومعالجتها:

النشر غير الموثوق به: يوجد الكثير من المصادر غير المعروفة أو الموثوقة على الإنترنت، حيث يقوم بعض الأشخاص بنشر معلومات مضللة أو شائعات من خلال حسابات مجهولة أو حسابات تستخدم أساليب تضليلية لكسب المصداقية، والشهرة الواسعة.

عدم التحقق من الحقائق: غالبًا ما ينقل الأشخاص المعلومات دون التحقق من صحتها أو التأكد من مصداقيتها. وهذا يعود إلى العجلة وقلة الوعي بالمخاطر المترتبة، والرغبة في المشاركة في الأخبار الساخنة دون وعيٍ كافٍ بالتبعات.

الخوارزميات: تستخدم منصات التواصل الاجتماعي خوارزميات لتحديد المحتوى الذي يتم عرضة أمام المستخدمين، وهذه إحدى الأوجه التي تتخذها شبكات التواصل لتثير رغبة المشاهد والمتابع في تتبع كل ما يثير الجدل أو يحظى بمزيد من الانتشار، بغض النظر عن الصحة والمصداقية.

الحيادية الضعيفة: وهذه آفة كبيرة تواجهها الشعوب! حيث يعاني بعض مقدمي الخدمات والمنصات من ضعف في تطبيق قواعد وسياسات صارمة للتحقق من الحقائق ومكافحة الشائعات. وهذا يؤدي إلى تسهيل انتشار المعلومات المضللة والشائعات دون عواقب قانونية ورقابة. ومن المهم أن يتعلم الناشر أو القائم على أي محتوى التحقق من المصادر وتطبيق التفكير النقدي عند تصفح الإنترنت واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، والحرص على المصادر الموثوقة، ومشاركة المعلومات الدقيقة.

تأثير الشائعات والمعلومات المضللة على المجتمع:

تؤثر الشائعات والمعلومات المضللة على المجتمع بشكل كبير وعلى المرأة خصوصًا، حيث تؤثر على صحة المجتمع بما تحويه من شائعات ومعلومات خاطئة عن الصحة والعلاجات الطبية. ينتج عن ذلك أيضًا اتخاذ قرارات خاطئة أو التوجه إلى مصادر غير موثوقة مضللة للعلاج، مما يؤثر سلبًا على صحة المجتمع ويعرض الأفراد للمخاطر. ويأتي تأثير ذلك على الحياة الاجتماعية والسياسية والتأثير على الرأي العام، فيتم ترويج الشائعات من أجل التلاعب بالانتخابات مثلًا، وتشويه سمعة الأشخاص أو المؤسسات، أو التأثير على القرارات السياسية المتعلقة بشؤون الدولة.

تأثير الشائعات والمعلومات المضللة على الأمن والسلام: قد تحتوي الشائعات والمعلومات المضللة على معلومات خاطئة عن الأمن العام والتهديدات الوهمية، فيؤدي ذلك إلى تفاقم الصراعات دون مراعاة صحة تلك الشائعات، أو النظر في مصدرها. هذا يمكن أن يزعزع الثقة ويؤدي إلى حالة من الهلع وعدم الاستقرار في المجتمع، وأمثلة ذلك كثيرة.


ويمكننا أن نتقي شر الشبهات والمحتوى المتداول بعدة أساليب وآليات تمكن الأشخاص من التحقق من المحتوى المتداول على الشبكة:
1- التحقق من المصدر: قبل أن تشارك أو تعتمد على محتوى معين، حاول التحقق من مصدره. هل يأتي من موقع أو مصدر موثوق به أو من جهة أكاديمية أو حكومية موثوقة؟ قد تكون المصادر الرسمية والمؤسسات الإعلامية الرائجة موثوقة أيضًا.


2- التأكد من المعلومات المحددة: في حالة وجود معلومات محددة في المحتوى (مثل أرقام إحصائية أو أحداث وتواريخ)، قم بالتحقق من صحتها من مصادر موثوق بها. يمكنك استخدام قواعد البيانات الرسمية أو مؤسسات البحث الموثوقة للتحقق من هذه المعلومة.


3- التدقيق والمقارنة: قبل أن تؤمن بمحتوى معين، حاول تدقيقه ومقارنته مع المعلومات المتاحة من مصادر مختلفة. هل تتوافق المعلومات والحقائق المذكورة في المحتوى مع ما تعرفه بشأن المعلومات من قبل؟


4- البحث القائم على الأدلة: استخدم محركات البحث للبحث عن معلومات إضافية حول الموضوع المعروض. قد تجد مقالات أو تقارير أو دراسات أكاديمية تدعم أو تنفي المعلومات المتداولة.


5- استخدام مواقع التحقق من الأخبار: هناك العديد من المواقع المتخصصة في فحص وتحقق الأخبار والمعلومات المتداولة مثل مبادرة "فاكتيشك" (factcheck) و (منصة صدق اليمنية)، حيث تهدف هذه المنصات إلى كشف الشائعات والأخبار المضللة.


بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم في مكافحة التزييف والتضليل من خلال مشاركة المعلومات الموثوقة والمصادر في الشبكات الاجتماعية والمناقشات عبر الإنترنت. كما يمكنك توعية الآخرين بأهمية التحقق من المعلومات وتعليمهم الأساليب المذكورة أعلاه لحماية أنفسهم والمجتمع من الشائعات والمعلومات المضللة.



ختامًا: العالم أصبح مخيف ومهولٌ جدًا، وذلك لكثرة الشائعات والمصادر المضللة للحقيقة في كل جانبٍ من جوانب الحياة، مثل الجوانب الدينية والأخلاقية، العلمية والسياسية.. إلخ من الجوانب التي تخص الشأن العام والمجتمع.. حيث أصبحنا لا نعرف من نصدق، ولا من يذر لنا الحقيقة. وبناءً على ذلك أدعوك إلى التحري والتحقق من كل المعلومات الرائجة، ولا يغرّنك كثرة متداوليها؛ فقط تحرى، لترى بأم عينيك الحقيقة والتضليل الذي يحاك بحنكةٍ ودهاء، وانفض عنك غبار الركود وأخذ المعلومات على طبقٍ من ذهب بناءً على رغباتك.

Report Page