جان دارك
Waleedجان دارك، عذراء اورلين. تعتبر بطلة فرنسية نظرا لدورها في حرب المائة عام بين انجلترا و فرنسا و تعتبر لدى الفرنسيين قديسة رغم وفاتها في سن العشرين
اولا لنبدأ بملخص عن حرب المائة عام، هي مجموعة من الحروب بين فرنسا و انجلترا امتدت ل ١١٦ عاما، و ذلك بسبب صراع على عرش فرنسا. كانت فرنسا ضعيفه وقتها و استطاعت انجلترا من غزو شمال فرنسا بالكامل. و من المدن التي تم غزوها مدينة باريس و مدينة ريمس و التي فيها يتم تنصيب ملك فرنسا. و في وقت ولادة جان دارك كان شارلز السادس ملكا لكن كان مريضا عقليا و تم صدور قرار يعزله و هذا سبب مشكلة بين ورثته و بين ابناء عمومته من البورغندي. و انتهت بقتل دوق اورلين على يد دوق بورغندي. ابن دوق اورلين و اسمه تشارل اصبح عدوا للبورغنديين. و استمر الصراع بينهما الى ان قام البورغنديون بالتحالف مع انجلترا و السيطرة على شمال فرنسا. وقتها تم وضع شارل السابع ابن شارل السادس كملك لفرنسا لكن لم يتم تنصيبه بسبب ان مدينة ريمس كانت تحت الاحتلال الانجليزي و حراسة البورغنديون. و الوضع بدء يصبح اسوأ لفرنسا و مستقبلها اصبح سوداويا الى ظهور جان دارك.
ولدت جان في عام ١٤١٢ ميلادي لعائلة فقيرة تعمل بالفلاحة في قرية صغيرة. و على الرغم من ان القرية كانت قريبة من اراضي البورغنديون الا ان القرية كان ولائها لفرنسا. لم تتعلم جان دارك الكتابة و لا القراءة. لكن في سن ١٣ تغير شيء بالنسبة لها. حيث على حد زعمها بدأت تسمع بعض الاصوات، و بدأ الملاك ميكائيل و القديسة مارغريت بنصحهها و دعوتها لانقاذ فرنسا من الانجليز. لمدة ثلاث سنوات وهي تسمع نفس النصائح الى قال لها ميكائيل بأن تقابل ملك فرنسا شارل السابع في مدينة شينون. ذهبت جان الى المدينة المجاورة و طلبت من القائد روبرت ان يذهب بها الى الملك في شينون. روبرت ضحك منها و طردها خاصة ان الملك لم يكن في شينون وقتها. رجعت جان دارك الى قريتها و بدأت بالتحدث عن رؤياها و زيارة الملاك لها. بدء الناس رويدا رويدا بالايمان بها. خصوصا انهم بدؤا بتذكر نبوءة قيلت منذ زمن بأن عذراء سوف تنقذ فرنسا من الهلاك. بدء عدد كبير من الناس بتصديقها. بعدها قالت انها اذا ذهبت الى الملك سوف يتم فك الحصار عن مدينة اورلين في غضون ايام. في سن السابعة عشر و بعد وصل صيتها الافاق ذهبت الى روبرت مرة اخرى، هذه المرة وافق روبرت على الذهاب معها الى الملك و الذي حينها كان في شينون، ليس لان روبرت يؤمن بها لا لانه ضاق ذرعا بطلبها.
ذهبت جان الى شينون مع جيش صغير، وقتها خافت على نفسها ، فهي فتاة عذراء تبلغ ١٧ عاما تسافر مع رجال كثر. فقررت قص شعرها و لبس ملابس رجال و التحدث معهم و كأنها رجل منهم. وصلت الى شينون و دخلت القصر عند الملك شارل، لا احد يعلم حاليا مالذي دار بينهم بسبب ان المصادر و كتب التاريخ حول اللقاء قد دمرت. لكن المعروف هو ان الملك شارل قد اقتنع بكلامها خصوصا انها قالت ان مهمتها هي ان تجعله ملك و قرر وضعها على مقدمة جيش لفك الحصار عن مدينة اورلين. الجيش كان مكون من الالاف كلهم يريدون ان يحاربوا مع جان دارك. تم اعطائها درعا ذهبية و حصان ابيض. عند وصولها لمدينة اورلين كان زعيمها هو جون دياورلين و كان يكره جان دارك. حاول ان يبعدها عن الاجتماعات و حاول منع الاخبار من الوصول لها، لكنه ايقن بعدها ان الولاء من الجيش هو لجان دارك و لا يمكنه فعل شي. في الرابع من مايو عام ١٤٢٩ شاهدت جان دارك رؤيا تخبرها بالهجوم على الانجليز. اخذت سيفها و بدأت بالهجوم على الانجليز مع جيشها. كان الحماس في اقصاه. و بدأت حصون الانجليز تسقط ، و بدء جيشه ينهزم. بعدها بثلاثة ايام بقي هجوم اخير و فرنسا سوف تصنع المستحيل لكن يهم من العدو ضربها بين كتفها و رقبتها و سقطت مصابة.
بعد ازالة السهم ظن الجميع ان جان دارك قد انتهت، لكن فجأة قامت حنا و قررت الذهاب للجيش لاعطائه كلاما مشجعا. رغم جروحها التي تهزم المحاربين الاشداء لكنها لم تهتم. و بعد يوم تم فك حصار مدينة اورلين و انهزم الجيش الانجليزي و تحققت رؤى جن دارك. فقد تم ما وعدت به و هو فك حصار اورلين. زاد صيتها حتى عند اكابر قساوسة الكنائس. لكن جان دارك قالت ان المهمة لم تنتهي، حيث يجب عليها ايصال الملك الى مدينة ريمس حتى يتم تنصيبه ملكا. لكن ريمس ليست مثل اورلين، فهي داخل الاراضي المحتلة من قبل الانجليز و ليست على الحدود. وافق شارل لكن بعدما جان دارك نقضي على الاعداء في طريقه. وافقت جان و قابلت جنرالات الجيش الذين كانوا معجبين بها و ببسالتها و شجاعتها. قادت الجيش و حاربت الانجليز في طريقها الى ريمس منتصرة عليهم جميعا. الى ان تقابل جيشها مع جيش انجليزي كبير في معركة باتاي. نستطيع القول بأن جان دارك و جيشها قد مسح الارض بالجيش الانجليزي ، هزيمة قاسية للانجليز لم يتوقعها احد. رجعت جان للملك شارل معلنة له ان الطريق الى ريمس اصبح سالكا. و اخذ الملك جيشه و توجه مع جان الى ريمس مسقطا المدن في طريقه الى ان وصلوا الى ريمس في ١٦ من يوليو ١٤٢٩ وهذا الشيء قبل شهور كان شيئا مستحيلا. دخلوا ريمس و تم اعلان شارل السابع ملكا لفرنسا بشكل رسمي.
توقف الوحي عن جان دارك، وقتها قررت جان ان اكمل مسيرتها بالهجوم على باريس. المشكلة ان الملك شارل كان يريد الصلح مع البورغنديون والذين اصبحوا اكثر لينا تجاه الفرنسيين. قررت جان اخذ الجيش و الذهاب لباريس وحاربت البورغنديين هناك، لكن جدران باريس كانت كبيرة و اصيبت جان بسهم في قدمها. جيشها بدء ينهزم و الملك شارل كان لا يريد. ان يدعم قواتها. بعد هزيمتها ذهبت الى معركة كامب بعد ان ارسلها الملك هناك. الملك وقتها و رغم انها ساعدته الا انه كان يشك في قواها الخارقة. بعد وصولها و بدءها المعركة في مايو ١٤٣٠. سقطت من حصانها و تم القبض عليها من قبل البورغنديون. الملك شارل لم يفعل شيء تجاه ذلك و اسقط في يدي البورغنديون لانهم توقعوا ان الملك سوف يقوم بالتساهل معهم لانقاذها. فقرروا بيعها للانجليز. حاولت الهرب لكن لم تستطيع. الانجليز قرروا محاكمتها، حيث انهم مقتنعين ان الشيطان قد التمسها بسبب فوزها بالمعارك.
تم سجنها و معاملتها معاملة سيئة جدا حتى اوشكت على الموت. تم اتهامها في مارس عام ١٤٣١ ب ٧٠ تهمة منها الهرطقة و لبس ملابس الرجال. تم تخييرها بين توقيع اعتراف او الاعدام. اعترفت بالتهم و وقعت على اوراق تمنعها من فعل هذا التهم و الا سوف يتم اعدامها. لكن و عندما كانت في السجن وجدوها تلبس ملابس الرجال. حيث دخل عليها احد الحرس و خلع ملابسها و خيرها بين البقاء عارية او لبس ملابس الرجال ، خوفا من الاغتصاب لبست ملابس الرجال و هو ما جعل القاضي يعتقد بأنها لم ترتدع و تقاوم النظام و القوانين، فقرروا اعدامها. في ٣٠ من مايو ١٤٣١ تم ربطها على عمود خشبي، و تم احراقها حية حتى ماتت. تم احراقها مرة اخرى الى ان اصبحت رماد و رموه في النهر. بعد ١٩ عاما و بعد انتصار الفرنسيين اصبر الملك شارل السابع اموت بإعادة النظر في قضية جان دارك. و في عام ١٤٥٢ قررت الكنيسة ان جان دارك بريئة و تعتبر شهيدة. و الان تعتبر بطلة قومية لفرنسا و يوجد يوم خاص بها في فرنسا و هي الان اشهر من اغلب ملوك فرنسا. بدأت تحارب في سن ١٧ و ماتت في سن ١٩ و قامت بانقاذ فرنسا من الهزيمة امام الانجليز و صنعت الطريق لانهاء حرب المائة عام بفوز فرنسا و طرد الانجليز.