الشعب الإيراني لن يسمح أن يُكتبَ مصيره بأيدي الآخرين

الشعب الإيراني لن يسمح أن يُكتبَ مصيره بأيدي الآخرين


بمناسبة عيد الغدير، وعلى أعتاب الانتخابات الرئاسية، التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم (الثلاثاء) 25/6/2024، مع جمع غفير من الناس، مهنئًا الشعب الإيراني ومسلمي العالم بعيد الله الأكبر، ورأى سماحته في حادثة الغدير تأسيسًا لاستمرار الحاكمية الإسلامية ونموذجًا للعيش الإسلامي. وفي معرض حديثه عن بعض فضائل أمير المؤمنين (ع)، قال الإمام الخامنئي: لقد تعلمنا من مولانا الإمام علي (ع) أن يكون النظام الإسلامي شعبياً، وأن نؤمن بتأثير حضور الناس فرداً فرداً في مصير البلاد.

وتحدث الإمام الخامنئي في هذا اللقاء حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرًا إلى إجرائها بعد مرور أربعين يوماً من فقد الرئيس رئيسي وتشييعه المليوني، كما أعرب عن أمله في أن يمنّ الله المتعالي على الشعب الإيراني بالرفعة مع هذه الانتخابات.

وأناط سماحته الشموخ في الانتخابات بالمشاركة على أوسع نطاق، وباختيار الأصلح قائلًا: السبب في كثرة إصرارنا على المشاركة الواسعة أن أهم نتائجها هو شموخ الجمهورية الإسلامية.

ورأى سماحته أن جوهر الجمهورية الإسلامية كامنً في مشاركة الناس بالانتخابات، لافتًا إلى أن الإقبال الكثيف على الانتخابات الرئاسية هو من أهم عوامل التفوق على العداوات التي تتعرض لها الجمهورية الإسلامية.

وانتقد الإمام الخامنئي ما يتصوّره بعض السياسيين في البلاد من ضرورة التعلق بالقوى العالمية لتحقيق التقدّم الذي يمرّ عبر أمريكا، وقال: إن الأشخاص الذين تشخص عيونهم إلى ما وراء الحدود غير قادرين على رؤية القابليات الداخلية المهمة وإدراكها، وإن من الطبيعي عجزهم عن التخطيط لاستثمارها، مؤكًّدًا ما أنجزته الجمهورية الإسلامية، بتوفيق من الله، من تقدّم لا يستند إلى الأجانب، على الرغم من خبثهم وتحدّياتهم، ومشدّدً على عدم سماح الشعب الإيراني، في المستقبل، أن يكتب مصيره سواه.

ورأى الإمام الخامنئي أن عدم تعليق الآمال على الأجانب هو شجاعة واستقلال وطنيان، مضيفًا: مع هذين العنصرين، سيظهر الشعب الإيراني قدرته وشخصيته وقوّته، وسيزداد احترامه في العالم.


وعدَّ قائد الثورة الإسلامية عيد الغدير، في مورد آخر من كلمته، استمرارًا للحاكمية السياسية في الإسلام، في ضوء الأمر الإلهي بإعلان خلافة أمير المؤمنين(ع) وإمامته على لسان النبي(ص) المبارك، وسببًا ليأس الكُفّار، مضيفًا أن استمرار حاكمية الإسلام وسياسته، اللتين اظهرتهما الإمامة، هو استمرار لروح الإسلام.


وشدّد سماحته على أنّ استمرار الحاكمية الإسلامية في ضوء الإمامة والولاية سبب لاستمرار نموذج العيش الإسلامي، وتابع: إن هدف جهود الأئمة ونضالهم على مدى 250 عامًا، والتي واصلها أيضًا بعض أعلام الشيعة فيما بعد، واستمرت في العصر الحاضر بجهود الإمام [الخميني] الراحل والشعب الإيراني، هدف هذه الجهود كلها كان حاكمية الإسلام، وهو الذي أدى إلى رواج نموذج العيش الإسلامي في المجتمع.


وفي معرض شرحه العناوين الرئيسية لنموذج العيش الإسلامي، أشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى «العدل»، وقوله تعالى:{أشداء على الكفار رحماء بينهم}، ولفت إلى «إدراك حاكم المجتمع لمعاناة الناس ومشقاتهم»، و«تأييد الناس للحاكمية الإسلامية، وطاعتهم ومساعدتهم لها»، قائلًا: الغدير هو الذي يمهّد لتحقيق هذه العناوين التي ترتقي بالعيش الإسلامي، ومن هذا المنطلق؛ يمكن أن تكون العناوين السابقة مصدر وحدة لجميع الفِرق الإسلامية، وينبغي ألا تُعدّ نقاط خلاف بين الشيعة والسنة.


مُبيّنًا فضائل مولى المتقين، أكّد سماحته أنّ جميع تلك الفضائل هي في الذروة، وتابع مستندًا إلى «نهج البلاغة»: «اليقين والخلوّ من أيّ ذرة يأس وشك»، و«الاهتمام بكل فرد من الناس، من أيّ دين ومذهب»، و«العدالة التي لا توصف»، و«عدم الانخداع بمرونة العدو الظاهرية واليقظة التامة أمامه»، كلها كانت من أبرز فضائل الإمام علي بن أبي طالب (ع).


كذلك عدّ الإمام الخامنئي الإيمان العميق بالحكومة الشعبية، والحقوق المتبادلة بين الناس والحاكم، من فضائل أمير المؤمنين (ع)، وأضاف: لقد تعلمنا الشعبية التامة للنظام الإسلامي من مولانا أمير المؤمنين، ومن آيات القرآن الكريم، لكن بعض الناس يدّعون خطأً أنّ الجمهورية الإسلامية تعلّمت الانتخابات والديمقراطية والسيادة الشعبية من الغربيين.

Report Page