سوريون ينقلون منشآتهم من تركيا إلى دبي... ما القصة؟
سوريون ينقلون منشآتهم من تركيا إلى دبي... ما القصة؟
بعد الأحداث التي عصفت بالسوريين في تركيا، والحملات العنصرية التي استهدفتهم، وأدت إلى توجه أعداد كبيرة من اليد العاملة السورية إلى أوروبا أو الشمال السوري، أعلن رجال أعمال سوريون نقل منشآتهم الصناعية من تركيا إلى دبي.
وأكد رجال الأعمال أنهم لن يقطعوا علاقاتهم التجارية مع تركيا، لأنها مقبلة على انفراج اقتصادي ومناخ جذاب، خاصة أن المناخ في دول الخليج بدأ يتراجع مع زيادة الضرائب على الأعمال والاستيراد، خلافًا لما كان عليه سابقًا، ولكن سوق العمل في الإمارات مشجع أكثر من تركيا.
وشدد رجال الأعمال السوريون على أن العمل ليس ربحًا فقط، بل أمان بالدرجة الأولى، وأن الأوضاع في تركيا ليست آمنة في الوقت الراهن، نظرًا للاستهداف والتحريض المستمرين من بعض الأحزاب، مشيرين إلى تراجع عدد العمال السوريين في تركيا، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع الأجور.
وأضاف رجال الأعمال على لسان أحدهم الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الكثير من رجال الأعمال نقلوا أعمالهم إلى دول الخليج ومصر، وستدفع تركيا ثمن آثار هجرة العمال ورأس المال، كما أن السياحة تراجعت بشكل مخيف بعد الحملة العنصرية المنظمة ضد السياح العرب، وأن المنشآت السياحية شبه فارغة في المدن المحاذية للبحر الأسود، وحتى إسطنبول.
من جانبه، كشف اتحاد غرف الصناعة والتجارة والبورصات في تركيا عن انخفاض كبير في عدد الشركات السورية المسجلة خلال النصف الأول من عام 2024، وأن الشركات السورية الجديدة التي تم تسجيلها في نفس العام لا تتجاوز الثلث مقارنة بالأعوام السابقة.
وكان وزير الاقتصاد التركي خليل أوزون قد صرح في وقت سابق أن تراجع تأسيس الشركات السورية انعكس سلبًا على الاقتصاد التركي، على صعيدي الإنتاج والتصدير، كما أن السياحة القادمة من الدول العربية تراجعت بشكل صادم، لأن السوريين هم الذين جذبوا العرب للسياحة في تركيا خلال العقد الماضي.
وشن أوزون هجومًا لاذعًا على الأحزاب المعارضة التي أطلقت حملات عنصرية، وأساءت للسياحة التركية بشكل لا يمكن تصوره، وأثرت في جذب الاستثمارات من منطقة الخليج، وتسببت بفرار العمال ورؤوس الأموال والمنشآت السورية.
وأشار الوزير إلى أن السوريين على حق فيما أقدموا عليه، خاصة بعد الاستهداف غير المبرر الذي لاقاه أبناء جلدتهم من عمال ورجال أعمال خلال الفترة الأخيرة، حسب ما نقله موقع العربي الجديد.
وفي تصريحات سابقة، أكد رئيس قسم التحليل في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير عبد الله، أن الكثير من معامل الأتراك توقفت عن العمل في بعض الولايات التركية، بالإضافة إلى نقص حاد في العمالة الرخيصة بسبب ترحيل السوريين، وبدأت الآثار تظهر بشكل واضح في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في قطاعي الصناعة والزراعة