[7:86] - الأعراف - ابن كثير

[7:86] - الأعراف - ابن كثير

ابن كثير

﴿وَلا تَقعُدوا بِكُلِّ صِراطٍ توعِدونَ وَتَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ مَن آمَنَ بِهِ وَتَبغونَها عِوَجًا وَاذكُروا إِذ كُنتُم قَليلًا فَكَثَّرَكُم وَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدينَ﴾ [ الأعراف - 7:86 ]

ينهاهم شعيب، عليه السلام، عن قطع الطريق الحسي والمعنوي، بقوله: ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ) أي: توعدون الناس بالقتل إن لم يعطوكم أموالهم. قال السدي وغيره: كانوا عشارين. وعن ابن عباس [ رضي الله عنه ] ومجاهد وغير واحد: ( ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ) أي: تتوعدون المؤمنين الآتين إلى شعيب ليتبعوه. والأول أظهر؛ لأنه قال: ( بكل صراط ) وهي الطرق، وهذا الثاني هو قوله: ( وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ) أي: وتودون أن تكون سبيل الله عوجا مائلة. ( واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ) أي: كنتم مستضعفين لقلتكم فصرتم أعزة لكثرة عددكم، فاذكروا نعمة الله عليكم في ذلك، ( وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ) أي: من الأمم الخالية والقرون الماضية، ما حل بهم من العذاب والنكال باجترائهم على معاصي الله وتكذيب رسله.

وقوله: ( وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا ) أي: قد اختلفتم علي ) فاصبروا ) أي: انتظروا ( حتى يحكم الله بيننا ) أي: يفصل، ( وهو خير الحاكمين ) فإنه سيجعل العاقبة للمتقين، والدمار على الكافرين.

Report Page