[7:11] - الأعراف - البغوي

[7:11] - الأعراف - البغوي

البغوي

﴿وَلَقَد خَلَقناكُم ثُمَّ صَوَّرناكُم ثُمَّ قُلنا لِلمَلائِكَةِ اسجُدوا لِآدَمَ فَسَجَدوا إِلّا إِبليسَ لَم يَكُن مِنَ السّاجِدينَ﴾ [ الأعراف - 7:11 ]

قوله - عز وجل -: ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ) قال ابن عباس: خلقناكم، أي: أصولكم وآباءكم ثم صورناكم في أرحام أمهاتكم. وقال قتادة والضحاك والسدي: أما " خلقناكم " فآدم، وأما " صورناكم " فذريته. وقال مجاهد في خلقناكم: آدم، ثم صورناكم في ظهر آدم بلفظ الجمع؛ لأنه أبو البشر ففي خلقه خلق من يخرج من صلبه. وقيل: خلقناكم في ظهر آدم ثم صورناكم يوم الميثاق حين أخرجكم كالذر. وقال عكرمة: خلقناكم في أصلاب الرجال ثم صورناكم في أرحام النساء. وقال يمان: خلق الإنسان في الرحم ثم صوره وشق سمعه وبصره وأصابعه. وقيل: الكل آدم خلقه وصوره و" ثم " بمعنى الواو.

( ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) فإن قيل: الأمر بسجود الملائكة كان قبل خلق بني آدم، فما وجه قوله " ثم قلنا " وثم للترتيب وللتراخي؟ قيل: على قول من يصرف الخلق والتصوير إلى آدم وحده يستقيم هذا الكلام، أما على قول من يصرفه إلى الذرية: فعنه أجوبة:

أحدها " ثم " بمعنى الواو، أي: وقلنا للملائكة، فلا تكون للترتيب والتعقيب.

وقيل: أراد " ثم " أخبركم أنا قلنا للملائكة اسجدوا.

وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره ولقد خلقناكم، يعني: آدم ثم قلنا للملائكة اسجدوا ثم صورناكم.

قوله تعالى: ( فسجدوا ) يعني الملائكة، ( إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) لآدم.

Report Page