[2:201] - البقرة - التنوير

[2:201] - البقرة - التنوير

ابن عاشور

﴿وَمِنهُم مَن يَقولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [ البقرة - 2:201 ]

و { حسنة } أصلها صفة لفعلة أو خصلة، فحذف الموصوف ونزل الوصف منزلة الاسم مثل تنزيلهم الخير منزلة الاسم مع أن أصله شيء موصوف بالخيرية، ومثل تنزيل صالحة منزلة الاسم في قول الخطيئة

:... كيفَ الهجاءُ وما تنفك صالحة

من آل لأْممٍ بظهر الغَيْب تَأتِينِي... ووقعت حسنة في سياق الدعاء فيفيد العموم، لأن الدعاء يقصد به العموم كقول الحريري

:... يا أَهْل ذا المَغْنَى وُقِيتُمْ ضُرَّا

وهو عموم عرفي بحسب ما يصلح له كل سائل من الحسنتين.

وإنما زاد في الدعاء { وقنا عذاب النار } لأن حصول الحسنة في الآخرة قد يكون بعد عذاب ما فأريد التصريح في الدعاء بطلب الوقاية من النار.

Report Page