[20:11] - طه - البغوي
البغوي﴿فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى﴾ [ طه - 20:11 ]
( فلما أتاها ) رأى شجرة خضراء من أسفلها [ إلى أعلاها، أطافت بها نار بيضاء تتقد كأضوء ما يكون، فلا ضوء النار يغير ] خضرة الشجرة، ولا خضرة الشجرة تغير ضوء النار.
قال ابن مسعود: كانت الشجرة سمرة خضراء.
وقال قتادة، ومقاتل، والكلبي: كانت من العوسج.
وقال وهب: كانت من العليق.
وقيل: كانت شجرة العناب، روي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قال أهل التفسير: لم يكن الذي رآه موسى نارا بل كان نورا، ذكر بلفظ النار لأن موسى حسبه نارا.
وقال أكثر المفسرين: إنه نور الرب عز وجل، وهو قول ابن عباس، وعكرمة، وغيرهما.
وقال سعيد بن جبير: هي النار بعينها، وهي إحدى حجب الله تعالى. يدل عليه: ما روينا عن أبي موسى الأشعري عن النبي ﷺ قال: " حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ".
وفي القصة أن موسى أخذ شيئا من الحشيش اليابس وقصد الشجرة وكان كلما دنا نأت منه النار، وإذا نأى دنت، فوقف متحيرا، وسمع تسبيح الملائكة، وألقيت عليه السكينة.