[19:98] - مريم - القرطبي
القرطبي﴿وَكَم أَهلَكنا قَبلَهُم مِن قَرنٍ هَل تُحِسُّ مِنهُم مِن أَحَدٍ أَو تَسمَعُ لَهُم رِكزًا﴾ [ مريم - 19:98 ]
قوله تعالى: فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا
قوله تعالى: فإنما يسرناه بلسانك أي القرآن؛ يعني بيناه بلسانك العربي وجعلناه سهلا على من تدبره وتأمله، وقيل: أنزلناه عليك بلسان العرب ليسهل عليهم فهمه. لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا اللد جمع الألد وهو الشديد الخصومة ومنه قوله تعالى: ألد الخصام وقال الشاعر:
أبيت نجيا للهموم كأنني أخاصم أقواما ذوي جدل لدا
وقال أبو عبيدة: الألد الذي لا يقبل الحق ويدعي الباطل. الحسن: اللد الصم عن الحق قال الربيع: صم آذان القلوب. مجاهد: فجارا. الضحاك: مجادلين في الباطل. ابن عباس: شديدا في الخصومة. وقيل: الظالم الذي لا يستقيم والمعنى واحد وخصوا بإنذار لأن الذي لا عناد عنده يسهل انقياده.