[19:92] - مريم - التنوير
ابن عاشور﴿وَما يَنبَغي لِلرَّحمنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾ [ مريم - 19:92 ]
وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) وجملة { وما ينبغي للرحمان أن يتّخذ ولداً } عطف على جملة: { وقالوا اتخذ الرحمان ولداً.
ومعنى ما ينبغي } ما يتأتّى، أو ما يجوز. وأصل الانبغاء: أنّه مطاوع فعل بغى الذي بمعنى طلَب. ومعنى، مطاوعِته: التأثّر بما طُلب منه، أي استجابةُ الطلب.
نقل الطيبي عن الزمخشري أنه قال في «كتاب سيبويه»: كل فعل فيه علاج يأتي مطاوعُه على الانفعال كصَرف وطلب وعلم، وما ليس فيه علاج كعَدم وفقد لا يتأتى في مطاوعه الانفعال البتة» اه. فبان أن أصل معنى { ينبغي } يستجيب الطلب. ولما كان الطلب مختلف المعاني باختلاف المطلوب لزم أن يكون معنى { ينبغي } مختلفاً بحسب المقام فيستعمل بمعنى: يتأتى، ويمكن، ويستقيم، ويليق، وأكثر تلك الإطلاقات أصله من قبيل الكناية واشتهرت فقامت مقام التصريح.