[19:64] - مريم - البغوي

[19:64] - مريم - البغوي

البغوي

﴿وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَينَ أَيدينا وَما خَلفَنا وَما بَينَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ [ مريم - 19:64 ]

قوله عز وجل: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا خلاد بن يحيى أخبرنا عمر بن ذر قال: سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: " يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا " فنزلت: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ) الآية. قال: كان هذا الجواب لمحمد ﷺ ".

وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي: احتبس جبريل عن النبي ﷺ حين سأله قومه عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فقال: أخبركم غدا ولم يقل: إن شاء الله حتى شق ذلك على النبي ﷺ ثم نزل بعد أيام فقال له رسول الله ﷺ: " أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك " فقال له جبريل: إني كنت أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل الله: ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) وأنزل: " والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ".

( ( له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ) أي: له علم ما بين أيدينا. واختلفوا فيه: فقال سعيد بن جبير وقتادة ومقاتل: ( ما بين أيدينا ) من أمر الآخرة والثواب والعقاب ( وما خلفنا ) ما مضى من الدنيا ( وما بين ذلك ) ما يكون من هذا الوقت إلى قيام الساعة.

وقيل ( ما بين أيدينا ) ما بقي من الدنيا ( وما خلفنا ) ما مضى منها ( وما بين ذلك ) أي: ما بين النفختين وبينهما أربعون سنة.

وقيل: ( ما بين أيدينا ) ما بقي من الدنيا ( وما خلفنا ) ما مضى منها ( وما بين ذلك ) مدة حياتنا.

وقيل: ( ما بين أيدينا ) بعد أن نموت ( وما خلفنا ) قبل أن نخلق ( وما بين ذلك ) مدة الحياة.

وقيل: ( ما بين أيدينا ) الأرض إذا أردنا النزول إليها ( وما خلفنا ) السماء إذا نزلنا منها ( وما بين ذلك ) الهواء يريد: أن ذلك كله لله عز وجل فلا نقدر على شيء إلا بأمره. ( وما كان ربك نسيا ) أي: ناسيا يقول: ما نسيك ربك أي: ما تركك، والناسي التارك.

Report Page