[19:32] - مريم - ابن كثير

[19:32] - مريم - ابن كثير

ابن كثير

﴿وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا﴾ [ مريم - 19:32 ]

وقوله: ( وبرا بوالدتي ) أي: وأمرني ببر والدتي، ذكره بعد طاعة الله ربه؛ لأن الله تعالى كثيرا ما يقرن بين الأمر بعبادته وطاعة الوالدين، كما قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) [ الإسراء: 23 ] وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) [ لقمان: 14 ].

وقوله: ( ولم يجعلني جبارا شقيا ) أي: ولم يجعلني جبارا مستكبرا عن عبادته وطاعته وبر والدتي، فأشقى بذلك.

قال سفيان الثوري: الجبار الشقي: الذي يقبل على الغضب.

وقال بعض السلف: لا تجد أحدا عاقا لوالديه إلا وجدته جبارا شقيا، ثم قرأ: ( وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا )، قال: ولا تجد سيئ الملكة إلا وجدته مختالا فخورا، ثم قرأ: ( وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) [ النساء: 36 ]

وقال قتادة: ذكر لنا أن امرأة رأت ابن مريم يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، في آيات سلطه الله عليهن، وأذن له فيهن، فقالت: طوبى للبطن الذي حملك وللثدي الذي أرضعت به، فقال نبي الله عيسى، عليه السلام، يجيبها: طوبى لمن تلا كلام الله، فاتبع ما فيه ولم يكن جبارا شقيا.

Report Page