[19:26] - مريم - البغوي
البغوي﴿فَكُلي وَاشرَبي وَقَرّي عَينًا فَإِمّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقولي إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمنِ صَومًا فَلَن أُكَلِّمَ اليَومَ إِنسِيًّا﴾ [ مريم - 19:26 ]
قوله سبحانه وتعالى: ( فكلي واشربي ) أي: فكلي يا مريم من الرطب، واشربي من ماء النهر ( وقري عينا ) أي: طيبي نفسا. وقيل: قري عينك بولدك عيسى. يقال: أقر الله عينك أي: صادف فؤادك ما يرضيك، فتقر عينك من النظر إلى غيره. وقيل: أقر الله عينه: يعني أنامها، يقال: قر يقر إذا سكن.
وقيل: إن العين إذا بكت من السرور فالدمع بارد، وإذا بكت من الحزن فالدمع يكون حارا، فمن هذا قيل: أقر الله عينه وأسخن الله عينه.
( فإما ترين من البشر أحدا ) أي: تري، فدخل عليه نون التأكيد فكسرت الياء لالتقاء الساكنين.
معناه: فإما ترين من البشر أحدا فيسألك عن ولدك ( فقولي إني نذرت للرحمن صوما ) أي: صمتا، وكذلك كان يقرأ ابن مسعود رضي الله عنه.
والصوم في اللغة الإمساك عن الطعام والشراب والكلام.
قال السدي: كان في بني إسرائيل من أراد أن يجتهد صام عن الكلام، كما يصوم عن الطعام، فلا يتكلم حتى يمسي.
وقيل: إن الله تعالى أمرها أن تقول هذا إشارة.
وقيل: أمرها أن تقول هذا القدر نطقا، ثم تمسك عن الكلام بعده.
( فلن أكلم اليوم إنسيا ) يقال: كانت تكلم الملائكة، ولا تكلم الإنس.