[19:24] - مريم - القرطبي

[19:24] - مريم - القرطبي

القرطبي

﴿فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا﴾ [ مريم - 19:24 ]

قوله تعالى: فناداها من تحتها قرئ بفتح الميم وكسرها. قال ابن عباس: المراد ب ( من ) جبريل، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها؛ وقاله علقمة والضحاك وقتادة؛ ففي هذا لها آية وأمارة أن هذا من الأمور الخارقة للعادة التي لله فيها مراد عظيم. وقوله: ألا تحزني تفسير النداء، ( وأن ) مفسرة بمعنى أي، المعنى: فلا تحزني بولادتك. قد جعل ربك تحتك سريا يعني عيسى. والسري من الرجال العظيم الخصال السيد. قال الحسن: كان والله سريا من الرجال. ويقال: سري فلان على فلان أي تكرم. وفلان سري من قوم سراة. وقال الجمهور: أشار لها إلى الجدول الذي كان قريب جذع النخلة. قال ابن عباس: كان ذلك نهرا قد انقطع ماؤه فأجراه الله تعالى لمريم. والنهر يسمى سريا؛ لأن الماء يسري فيه؛ قال الشاعر:

سلم ترى الدالي منه أزورا إذا يعب في السري هرهرا

وقال لبيد:

فتوسطا عرض السري وصدعا مسجورة متجاورا قلامها

وقيل: ناداها عيسى، وكان ذلك معجزة وآية وتسكينا لقلبها؛ والأول أظهر. وقرأ ابن عباس ( فناداها ملك من تحتها ) قالوا: وكان جبريل - عليه السلام - في بقعة من الأرض أخفض من البقعة التي كانت هي عليها.

Report Page