[18:97] - الكهف - الطبري

[18:97] - الكهف - الطبري

ابن جرير الطبري

﴿فَمَا اسطاعوا أَن يَظهَروهُ وَمَا استَطاعوا لَهُ نَقبًا﴾ [ الكهف - 18:97 ]

القول في تأويل قوله: (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) يقول عزّ ذكره:

فما اسطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوا الردم الذي جعله ذو القرنين حاجزا بينهم، وبين من دونهم من الناس، فيصيروا فوقه وينـزلوا منه إلى الناس.

يقال منه: ظهر فلان فوق البيت: إذا علاه، ومنه قول الناس: ظهر فلان على فلان: إذا قهره وعلاه وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) يقول: ولم يستطيعوا أن ينقبوه من أسفله.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) من قوله ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) أي من أسفله.

حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) قال: ما استطاعوا أن ينـزعوه.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) قال: أن يرتقوه ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، ( فما استطاعوا أن يظهروه ) قال: أن يرتقُوه ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ ) قال: يعلوه ( وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) أي ينقبوه من أسفله.

واختلف أهل العربية في وجه حذف التاء من قوله: (فَمَا اسْطَاعُوا ) فقال بعض نحويي البصرة: فعل ذلك لأن لغة العرب أن تقول: اسطاع يسطيع، يريدون بها: استطاع يستطيع، ولكن حذفوا التاء إذا جُمعت مع الطاء ومخرجهما واحد. قال: وقال بعضهم: استاع، فحذف الطاء لذلك. وقال بعضهم: أسطاع يسطيع، فجعلها من القطع كأنها أطاع يطيع، فجعل السين عوضًا من إسكان الواو. (9) وقال بعض نحوييّ الكوفة: هذا حرف استعمل فكثر حتى حذف.

------------------------

الهوامش:

(7) البيتان من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1: 414 ) قال: " بين الصدفين ": فبعضهم يضمها، وبعضهم يفتحها ( الصاد المشددة ) يحرك الدال. ومجازهما: ما بين الناحيتين من الجبلين. وقال: " قد أخذت... البيتين ". ولم ينسبهما وفي ( اللسان: صدف ): والصدفان ( التحدريك ) والصدفان بضمهما: جبلان متلاقيان بيننا وبين يأجوج ومأجوج. وفي التنزيل العزيز: ( حتى إذا ساوى بين الصدفين ): قرئ الصدفين ( بالتحريك ) والصدفين وبضمهما، والصدفين ( بضم الأول وفتح الثاني ).وفي هامش اللسان " وبقيت رابعة: الصدّفين كعضوين كما في القاموس ". ( ثم قال في اللسان وفي الحديث " أن النبي ﷺ كان إذا مر بصدف أو هدف مائل أسرع المشي ". ابن الأثير: هو بفتحتين وضمتين. قال أبو عبيدة: الصدف والهدف: واحد، وهو كل بناء مرتفع عظيم. قال الأزهري: وهو مثل صدف الجبل، شبه به، وهو ما قابلك من جانبه. أه.

(8) البيت من شواهد أبي عبيدة في ( مجاز القرآن 1: 415 ) عند تفسير قوله تعالى: ( أفرغ عليه قطرا ) قال: أي أصب عليه حديدًا ذائبا، قال: " حساما... البيت " جمع قطر، وجعله بعضهم الرصاص النقرة أه. وفي ( اللسان: قطر ) والقطر بالكسر: النحاس الذائب، وقيل ضرب منه أه. وفي ( اللسان: جرز ): وسيف جراز: قاطع: ويقال: سيف جراز: إذا كان مستأصلا. والجراز من السيوف: الماضي النافذ أه.

(9) أي عوضا من ذهاب حركة الواو، كما في اللسان.

Report Page