[18:77] - الكهف - البغوي

[18:77] - الكهف - البغوي

البغوي

﴿فَانطَلَقا حَتّى إِذا أَتَيا أَهلَ قَريَةٍ استَطعَما أَهلَها فَأَبَوا أَن يُضَيِّفوهُما فَوَجَدا فيها جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا﴾ [ الكهف - 18:77 ]

قوله عز وجل: ( فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية ) قال ابن عباس: يعني: " أنطاكية " وقال ابن سيرين: هي " الأبلة " وهي أبعد الأرض من السماء وقيل: " برقة ". وعن أبي هريرة: بلدة بالأندلس ( استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما )

قال أبي بن كعب عن النبي ﷺ: " حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس فاستطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما ".

وروي أنهما طافا في القرية فاستطعماهم فلم يطعموهما واستضافوهم فلم يضيفوهما.

قال قتادة: شر القرى التي لا تضيف الضيف.

وروي عن أبي هريرة قال: أطعمتهما امرأة من أهل بربر بعد أن طلبا من الرجال فلم يطعموهما فدعا لنسائهم ولعن رجالهم.

قوله تعالى: ( فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض ) أي يسقط وهذا من مجاز كلام العرب لأن الجدار لا إرادة له وإنما معناه: قرب ودنا من السقوط كما تقول العرب: داري تنظر إلى دار فلان إذا كانت تقابلها.

( فأقامه ) أي سواه وروي عن أبي بن كعب عن النبي ﷺ فقال الخضر بيده فأقامه.

وقال سعيد بن جبير: مسح الجدار بيده فاستقام وروي عن ابن عباس: هدمه ثم قعد يبنيه وقال السدي: بل طينا وجعل يبني الحائط.

( قال ) موسى ( لو شئت لاتخذت عليه أجرا ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: " لتخذت " بتخفيف التاء وكسر الخاء وقرأ الآخرون: " لتخذت " بتشديد التاء وفتح الخاء وهما لغتان مثل اتبع وتبع ( عليه ) يعني على إصلاح الجدار ( أجرا ) يعني جعلا معناه: إنك قد علمت أننا جياع وأن أهل القرية لم يطعمونا فلو أخذت على عملك أجرا.

Report Page