[18:76] - الكهف - القرطبي

[18:76] - الكهف - القرطبي

القرطبي

﴿قالَ إِن سَأَلتُكَ عَن شَيءٍ بَعدَها فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا﴾ [ الكهف - 18:76 ]

قوله تعالى: فلا تصاحبني كذا قرأ الجمهور؛ أي تتابعني. وقرأ الأعرج " تصحبني " بفتح التاء والباء وتشديد النون وقرئ " تصحبني " أي تتبعني وقرأ يعقوب " تصحبني " بضم التاء وكسر الحاء؛ ورواها سهل عن أبي عمرو؛ قال الكسائي: معناه فلا تتركني أصحبك.

قد بلغت من لدني عذرا أي بلغت مبلغا تعذر به في ترك مصاحبتي، وقرأ الجمهور: من لدني بضم الدال، إلا أن نافعا وعاصما خففا النون، فهي " لدن " اتصلت بها ياء المتكلم التي في غلامي وفرسي، وكسر ما قبل الياء كما كسر في هذه. وقرأ أبو بكر عن عاصم " لدني " بفتح اللام وسكون الدال وتخفيف النون وروي عن عاصم " لدني " بضم اللام وسكون الدال؛ قال ابن مجاهد: وهي غلط؛ قال أبو علي: هذا التغليط يشبه أن يكون من جهة الرواية، فأما على قياس العربية فهي صحيحة وقرأ الجمهور عذرا وقرأ عيسى " عذرا " بضم الذال وحكى الداني أن أبيا روى عن النبي - ﷺ - " عذري " بكسر الراء وياء بعدها.

مسألة: أسند الطبري قال: ( كان رسول الله - ﷺ - إذا دعا لأحد بدأ بنفسه، فقال يوما: رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر على صاحبه لرأى العجب ولكنه قال فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا والذي في صحيح مسلم قال رسول الله - ﷺ -: رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة ولو صبر لرأى العجب قال: وكان إذا ذكر أحدا من الأنبياء بدأ بنفسه: رحمة الله علينا وعلى أخي كذا وفي البخاري عن النبي - ﷺ - قال: يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر حتى يقص علينا من أمرهما الذمامة بالذال المعجمة المفتوحة، وهو بمعنى المذمة بفتح الذال وكسرها، وهي الرقة والعار من تلك الحرمة: يقال أخذتني منك مذمة ومذمة وذمامة وكأنه استحيا من تكرار مخالفته، ومما صدر عنه من تغليظ الإنكار.

Report Page