[18:61] - الكهف - ابن كثير
ابن كثير﴿فَلَمّا بَلَغا مَجمَعَ بَينِهِما نَسِيا حوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ سَرَبًا﴾ [ الكهف - 18:61 ]
وقوله: ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما )، وذلك أنه كان قد أمر بحمل حوت مملوح معه، وقيل له: متى فقدت الحوت فهو ثمة. فسارا حتى بلغا مجمع البحرين؛ وهناك عين يقال لها: " عين الحياة "، فناما هنالك، وأصاب الحوت من رشاش ذلك الماء فاضطرب، وكان في مكتل مع يوشع [ عليه السلام ]، وطفر من المكتل إلى البحر، فاستيقظ يوشع، عليه السلام، وسقط الحوت في البحر وجعل يسير فيه، والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده؛ ولهذا قال: ( فاتخذ سبيله في البحر سربا ) أي: مثل السرب في الأرض.
قال ابن جريج: قال ابن عباس: صار أثره كأنه حجر.
وقال العوفي، عن ابن عباس: جعل الحوت لا يمس شيئا من البحر إلا يبس حتى يكون صخرة.
وقال محمد - [ هو ] ابن إسحاق - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ حين ذكر حديث ذلك: " ما انجاب ماء منذ كان الناس غيره ثبت مكان الحوت الذي فيه، فانجاب كالكوة حتى رجع إليه موسى فرأى مسلكه "، فقال: ( ذلك ما كنا نبغ ).
وقال قتادة: سرب من البر، حتى أفضى إلى البحر، ثم سلك فيه فجعل لا يسلك فيه طريقا إلا جعل ماء جامدا.