[18:6] - الكهف - ابن كثير
ابن كثير﴿فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفسَكَ عَلى آثارِهِم إِن لَم يُؤمِنوا بِهذَا الحَديثِ أَسَفًا﴾ [ الكهف - 18:6 ]
يقول تعالى مسليا رسوله ﷺ في حزنه على المشركين، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه، كما قال تعالى: ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) [ فاطر: 8 ]، وقال ) ولا تحزن عليهم ) [ النحل: 127 ]، وقال ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين ) [ الشعراء: 3 ]
باخع: أي مهلك نفسك بحزنك عليهم؛ ولهذا قال ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث ) يعني القرآن ) أسفا ) يقول: لا تهلك نفسك أسفا.
قال قتادة: قاتل نفسك غضبا وحزنا عليهم. وقال مجاهد: جزعا. والمعنى متقارب، أي: لا تأسف عليهم، بل أبلغهم رسالة الله، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.