[18:56] - الكهف - القرطبي
القرطبي﴿وَما نُرسِلُ المُرسَلينَ إِلّا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ وَيُجادِلُ الَّذينَ كَفَروا بِالباطِلِ لِيُدحِضوا بِهِ الحَقَّ وَاتَّخَذوا آياتي وَما أُنذِروا هُزُوًا﴾ [ الكهف - 18:56 ]
قوله تعالى: وما نرسل المرسلين إلا مبشرين أي بالجنة لمن آمن.
ومنذرين أي مخوفين بالعذاب من الكفر. وقد تقدم.
ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق قيل: نزلت في المقتسمين كانوا يجادلون في الرسول - ﷺ - فيقولون: ساحر ومجنون وشاعر وكاهن كما تقدم. ومعنى يدحضوا يزيلوا ويبطلوا وأصل الدحض الزلق يقال: دحضت رجله أي زلقت، تدحض دحضا ودحضت الشمس عن كبد السماء زالت ودحضت حجته دحوضا بطلت، وأدحضها الله والإدحاض الإزلاق. وفي وصف الصراط: ويضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة فيقولون اللهم سلم سلم قيل: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: دحض مزلقة أي تزلق فيه القدم قال طرفة:
أبا منذر رمت الوفاء فهبته وحدت كما حاد البعير عن الدحض
واتخذوا آياتي يعني القرآن.
وما أنذروا من الوعيد. هزوا و" ما " بمعنى المصدر أي والإنذار وقيل: بمعنى الذي؛ أي اتخذوا القرآن والذي أنذروا به من الوعيد هزوا أي لعبا وباطلا.
; وقد تقدم في " البقرة " بيانه. وقيل: هو قول أبي جهل في الزبد والتمر هذا هو الزقوم وقيل: هو قولهم في القرآن هو سحر وأضغاث أحلام وأساطير الأولين، وقالوا للرسول: هل هذا إلا بشر مثلكم وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وماذا أراد الله بهذا مثلا.