[17:83] - الإسراء - ابن كثير

[17:83] - الإسراء - ابن كثير

ابن كثير

﴿وَإِذا أَنعَمنا عَلَى الإِنسانِ أَعرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَئوسًا﴾ [ الإسراء - 17:83 ]

يخبر تعالى عن نقص الإنسان من حيث هو، إلا من عصم الله تعالى في حالتي سرائه وضرائه، بأنه إذا أنعم الله عليه بمال وعافية، وفتح ورزق ونصر، ونال ما يريد، أعرض عن طاعة الله وعبادته ونأى بجانبه.

قال مجاهد: بعد عنا.

قلت: وهذا كقوله تعالى: ( فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ) [ يونس: 12 ]، وقوله ) فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) [ الإسراء: 67 ].

وبأنه إذا مسه الشر - وهو المصائب والحوادث والنوائب - ( كان يئوسا ) أي: قنط أن يعود يحصل له بعد ذلك خير، كما قال تعالى: ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ) [ هود: 10، 11 ].

Report Page