[17:81] - الإسراء - ابن كثير
ابن كثير﴿وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا﴾ [ الإسراء - 17:81 ]
وقوله: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) تهديد ووعيد لكفار قريش؛ فإنه قد جاءهم من الله الحق الذي لا مرية فيه ولا قبل لهم به، وهو ما بعثه الله به من القرآن والإيمان والعلم النافع. وزهق باطلهم، أي اضمحل وهلك، فإن الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ) [ الأنبياء: 18 ].
وقال البخاري: حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي ﷺ مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ".
وكذا رواه البخاري أيضا في غير هذا الموضع، ومسلم، والترمذي، والنسائي، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة به. [ وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي نجيح ].
وكذا رواه الحافظ أبو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا شبابة، حدثنا المغيرة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر رضي الله عنه، قال: دخلنا مع رسول الله ﷺ مكة، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما يعبدون من دون الله. فأمر بها رسول الله ﷺ فأكبت لوجهها، وقال: " جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا ".