[17:23] - الإسراء - البغوي
البغوي﴿وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا﴾ [ الإسراء - 17:23 ]
قوله عز وجل ( وقضى ربك ( وأمر ربك قاله ابن عباس وقتادة والحسن .
قال الربيع بن أنس: وأوجب ربك.
قال مجاهد: وأوصى ربك.
وحكي عن الضحاك بن مزاحم أنه قرأ ووصى ربك. وقال: إنهم ألصقوا الواو بالصاد فصارت قافا.
( ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ( أي: وأمر بالوالدين إحسانا برا بهما وعطفا عليهما.
( إما يبلغن عندك الكبر ( قرأ حمزة والكسائي بالألف على التثنية فعلى هذا قوله: ( أحدهما أو كلاهما ( كلام مستأنف كقوله تعالى: " ثم عموا وصموا كثير منهم " ( المائدة - 71 ) وقوله: " وأسروا النجوى الذين ظلموا " ( الأنبياء - 3 ) وقوله: " الذين ظلموا " ابتداء وقرأ الباقون " يبلغن " على التوحيد.
( فلا تقل لهما أف ( فيه ثلاث لغات قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: بفتح الفاء وقرأ أبو جعفر ونافع وحفص بالكسر والتنوين والباقون بكسر الفاء غير منون ومعناها واحد وهي كلمة كراهية.
قال أبو عبيدة: أصل التف والأف الوسخ على الأصابع إذا فتلتها.
وقيل: " الأف ": ما يكون في المغابن من الوسخ و" التف ": ما يكون في الأصابع.
وقيل: " الأف ": وسخ الأذن و" التف " وسخ الأظافر.
وقيل: " الأف ": وسخ الظفر و" التف ": ما رفعته بيدك من الأرض من شيء حقير.
( ولا تنهرهما ( ولا تزجرهما.
( وقل لهما قولا كريما ( حسنا جميلا لينا قال ابن المسيب: كقول العبد المذنب للسيد الفظ.
وقال مجاهد: لا تسميهما ولا تكنهما وقل: يا أبتاه [ يا أماه ].
وقال مجاهد في هذه الآية أيضا: إذا بلغا عندك من الكبر ما يبولان فلا تتقذرهما ولا تقل لهما أف حين تميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرا.