[17:111] - الإسراء - ابن كثير

[17:111] - الإسراء - ابن كثير

ابن كثير

﴿وَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرًا﴾ [ الإسراء - 17:111 ]

وقوله: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى، نزه نفسه عن النقائص فقال: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ) بل هو الله الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.

( ولم يكن له ولي من الذل ) أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير، بل هو تعالى [ شأنه ] خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له.

قال مجاهد في قوله: ( ولم يكن له ولي من الذل ) لم يحالف أحدا ولا يبتغي نصر أحد.

( وكبره تكبيرا ) أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا.

قال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) الآية، قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا، وقال العرب: [ لبيك ] لبيك، لا شريك لك؛ إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك. وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذل. فأنزل الله هذه الآية: ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا )

وقال أيضا: حدثنا بشر، [ حدثنا يزيد ] حدثنا سعيد، عن قتادة: ذكر لنا أن النبي ﷺ كان يعلم أهله هذه الآية ( وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) الصغير من أهله والكبير.

قلت: وقد جاء في حديث أن رسول الله ﷺ سماها آية " العز " وفي بعض الآثار: أنها ما قرئت في بيت في ليلة فيصيبه سرق أو آفة. والله أعلم.

وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا بشر بن سيحان البصري، حدثنا حرب بن ميمون، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال: خرجت أنا ورسول الله ﷺ ويدي في يده، فأتى على رجل رث الهيئة، فقال: " أي فلان، ما بلغ بك ما أرى؟ ". قال: السقم والضر يا رسول الله. قال: " ألا أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر؟ ". قال: لا قال: ما يسرني بها أن شهدت معك بدرا أو أحدا. قال: فضحك رسول الله ﷺ وقال: " وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع؟ ". قال: فقال أبو هريرة: يا رسول الله، إياي فعلمني قال: فقل يا أبا هريرة: " توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرا ". قال: فأتى علي رسول الله وقد حسنت حالي، قال: فقال لي: " مهيم ". قال: قلت: يا رسول الله، لم أزل أقول الكلمات التي علمتني.

إسناده ضعيف وفي متنه نكارة. [ والله أعلم ].

آخر تفسير سورة سبحان ولله الحمد والمنة.

Report Page