[17:107] - الإسراء - القرطبي

[17:107] - الإسراء - القرطبي

القرطبي

﴿قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا﴾ [ الإسراء - 17:107 ]

قوله تعالى: قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا قوله تعالى: قل آمنوا به أو لا تؤمنوا يعني القرآن. وهذا من الله - عز وجل - على وجه التبكيت لهم والتهديد لا على وجه التخيير.

إن الذين أوتوا العلم من قبله أي من قبل نزول القرآن وخروج النبي - ﷺ -، وهم مؤمنو أهل الكتاب؛ في قول ابن جريج وغيره. قال ابن جريج: معنى إذا يتلى عليهم كتابهم. وقيل القرآن. وقيل: هم قوم من ولد إسماعيل تمسكوا بدينهم إلى أن بعث الله - تعالى - النبي - عليه السلام -، منهم زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل. وعلى هذا ليس يريد أوتوا الكتاب بل يريد أوتوا علم الدين. وقال الحسن: الذين أوتوا العلم أمة محمد - ﷺ -. وقال مجاهد: إنهم ناس من اليهود؛ وهو أظهر لقوله من قبله.

إذا يتلى عليهم يعني القرآن في قول مجاهد. كانوا إذا سمعوا ما أنزل الله - تعالى - من القرآن سجدوا وقالوا: سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. وقيل: كانوا إذا تلوا كتابهم وما أنزل عليه من القرآن خشعوا وسجدوا وسبحوا، وقالوا: هذا هو المذكور في التوراة، وهذه صفته، ووعد الله به واقع لا محالة، وجنحوا إلى الإسلام؛ فنزلت الآية فيهم. وقالت فرقة: المراد ب " الذين أوتوا العلم من قبله " محمد - ﷺ -، والضمير في قبله عائد على القرآن حسب الضمير في قوله قل آمنوا به. وقيل: الضميرانلمحمد - ﷺ -، واستأنف ذكر القرآن في قوله: إذا يتلى عليهم.

Report Page