[16:4] - النحل - القرطبي

[16:4] - النحل - القرطبي

القرطبي

﴿خَلَقَ الإِنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ﴾ [ النحل - 16:4 ]

قوله تعالى: خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قوله تعالى: خلق الإنسان من نطفة لما ذكر الدليل على توحيده ذكر بعده الإنسان ومناكدته وتعدي طوره. والإنسان اسم للجنس. وروي أن المراد به أبي بن خلف الجمحي، جاء إلى النبي - ﷺ - بعظم رميم فقال: أترى يحيي الله هذا بعد ما قد رم. وفي هذا أيضا نزل أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين أي خلق الإنسان من ماء يخرج من بين الصلب والترائب، فنقله أطوارا إلى أن ولد ونشأ بحيث يخاصم في الأمور. فمعنى الكلام التعجب من الإنسان وضرب لنا مثلا ونسي خلقه

فإذا هو خصيم أي مخاصم، كالنسيب بمعنى المناسب. أي يخاصم الله - عز وجل - في قدرته.

مبين أي ظاهر الخصومة. وقيل: يبين عن نفسه الخصومة بالباطل. والمبين: هو المفصح عما في ضميره بمنطقه.

Report Page