[16:120] - النحل - ابن كثير
ابن كثير﴿إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ﴾ [ النحل - 16:120 ]
يمدح [ تبارك و] تعالى عبده ورسوله وخليله إبراهيم، إمام الحنفاء ووالد الأنبياء، ويبرئه من المشركين، ومن اليهودية والنصرانية فقال: ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ) فأما " الأمة " فهو الإمام الذي يقتدى به. والقانت: هو الخاشع المطيع. والحنيف: المنحرف قصدا عن الشرك إلى التوحيد؛ ولهذا قال: ( ولم يك من المشركين )
قال سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن أبي العبيدين: أنه سأل عبد الله بن مسعود عن الأمة القانت، فقال: الأمة: معلم الخير، والقانت: المطيع لله ورسوله.
وعن مالك قال: قال ابن عمر: الأمة الذي يعلم الناس دينهم.
وقال الأعمش، [ عن الحكم ] عن يحيى بن الجزار، عن أبي العبيدين أنه جاء إلى عبد الله فقال: من نسأل إذا لم نسألك؟ فكأن ابن مسعود رق له، فقال: أخبرني عن الأمة فقال: الذي يعلم الناس الخير.
وقال الشعبي: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن، إنما قال الله: ( إن إبراهيم كان أمة ) فقال: أتدري ما الأمة وما القانت؟ قلت: الله [ ورسوله ] أعلم، قال: الأمة الذي يعلم [ الناس ] الخير. والقانت: المطيع لله ورسوله، وكذلك كان معاذ معلم الخير، وكان مطيعا لله ورسوله.
وقد روي من غير وجه، عن ابن مسعود حرره ابن جرير.
وقال مجاهد: ( أمة ) أي: أمة وحده، والقانت: المطيع. وقال مجاهد أيضا: كان إبراهيم أمة، أي: مؤمنا وحده، والناس كلهم إذ ذاك كفار.
وقال قتادة: كان إمام هدى، والقانت: المطيع لله.