[16:118] - النحل - ابن كثير

[16:118] - النحل - ابن كثير

ابن كثير

﴿وَعَلَى الَّذينَ هادوا حَرَّمنا ما قَصَصنا عَلَيكَ مِن قَبلُ وَما ظَلَمناهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ﴾ [ النحل - 16:118 ]

لما ذكر تعالى أنه إنما حرم علينا الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، وأنه أرخص فيه عند الضرورة - وفي ذلك توسعة لهذه الأمة التي يريد الله بها اليسر ولا يريد بها العسر - ذكر سبحانه وتعالى ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم قبل أن ينسخها، وما كانوا فيه من الآصار والأغلال والحرج والتضييق، فقال: ( وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل ) يعني: في " سورة الأنعام " في قوله: ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما [ أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ] ) [ الأنعام: 146 ]؛ ولهذا قال هاهنا: ( وما ظلمناهم ) أي: فيما ضيقنا عليهم، ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) أي: فاستحقوا ذلك، كما قال: ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) [ النساء: 160 ].

Report Page