[16:110] - النحل - البغوي
البغوي﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا ثُمَّ جاهَدوا وَصَبَروا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِها لَغَفورٌ رَحيمٌ﴾ [ النحل - 16:110 ]
( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ) عذبوا ومنعوا من الإسلام، فتنهم المشركون، ( ثم جاهدوا وصبروا ) على الإيمان والهجرة والجهاد، ( إن ربك من بعدها ) من بعد تلك الفتنة والغفلة ( لغفور رحيم )
نزلت في عياش بن أبي ربيعة، أخي أبي جهل من الرضاعة، وفي أبي جندل بن سهيل بن عمرو، والوليد بن الوليد بن المغيرة، وسلمة بن هشام وعبد الله بن أسيد الثقفي، فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم، ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا.
وقال الحسن وعكرمة: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وكان يكتب للنبي ﷺ فاستزله الشيطان، فلحق بالكفار، فأمر النبي ﷺ بقتله يوم فتح مكة، فاستجاره له عثمان، وكان أخاه لأمه من الرضاعة، فأجاره رسول الله ﷺ، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه، فأنزل الله هذه الآية.
وقرأ ابن عامر " فتنوا " بفتح الفاء والتاء، ورده إلى من أسلم من المشركين فتنوا المسلمين.