[16:103] - النحل - البغوي

[16:103] - النحل - البغوي

البغوي

﴿وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبينٌ﴾ [ النحل - 16:103 ]

ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ) آدمي، وما هو من عند الله، واختلفوا في هذا البشر: قال ابن عباس: كان رسول الله ﷺ يعلم قينا بمكة، اسمه " بلعام "، وكان نصرانيا، أعجمي اللسان، فكان المشركون يرون رسول الله ﷺ يدخل عليه ويخرج، فكانوا يقولون إنما يعلمه " بلعام ".

وقال عكرمة: كان النبي ﷺ يقرئ غلاما لبني المغيرة يقال له " يعيش " وكان يقرأ الكتب، فقالت قريش: إنما يعلمه " يعيش ".

وقال الفراء: قال المشركون إنما يتعلم من عايش مملوك كان لحويطب بن عبد العزى، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، وكان أعجم اللسان.

وقال ابن إسحاق: كان رسول الله ﷺ فيما بلغني كثيرا ما يجلس عند المروة إلى غلام رومي نصراني، عبد لبعض بني الحضرمي، يقال له " جبر "، وكان يقرأ الكتب.

وقال عبد الله بن مسلم الحضرمي كان لنا عبدان من أهل عين التمر يقال لأحدهما يسار، ويكنى " أبا فكيهة "، ويقال للآخر " جبر " وكانا يصنعان السيوف بمكة، وكانا يقرآن التوراة والإنجيل، فربما مر بهما النبي ﷺ، وهما يقرآن، فيقف ويستمع.

قال الضحاك: وكان النبي ﷺ إذا آذاه الكفار يقعد إليهما ويستروح بكلامهما، فقال المشركون: إنما يتعلم محمد منهما، فنزلت هذه الآية.

قال الله تعالى تكذيبا لهم: ( لسان الذي يلحدون إليه ) أي يميلون ويشيرون إليه، ( أعجمي ) " الأعجمي " الذي لا يفصح وإن كان ينزل بالبادية، والعجمي منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا، والأعرابي البدوي، والعربي منسوب إلى العرب، وإن لم يكن فصيحا، ( وهذا لسان عربي مبين ) فصيح وأراد باللسان القرآن، والعرب تقول: اللغة لسان، وروي أن الرجل الذي كانوا يشيرون إليه أسلم وحسن إسلامه.

Report Page