ممن ورد عنهم مجانبة الأشاعرة والأشعري

ممن ورد عنهم مجانبة الأشاعرة والأشعري

قناة آثار وفوائد


قال ابن المبرد (ت ٩٠٩) في كتابه :

جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر (١/١٥١) :


فَصْلٌ

وَنَحْنُ نَذْكُرُ جَماعَةً مِمَّنْ وَرَدَ عَنْهُمْ مُجانَبَةُ الأَشاعِرَةِ، وَمُجانَبَةُ الأَشْعَرِيِّ، وَأَصْحابُهُ مِنْ زَمَنِهِ وَإِلى الْيَوْمِ عَلى طَرِيقِ الاخِتْصارِ لا عَلى بابِ التَّطْوِيلِ فِي التَّراجِمِ كَما فَعَلَ، والاتِّساعِ وَلَوْ فَعَلْتُ ذَلِكَ لَوَضَعْتُ مُجَلَّداتٍ عَدِيدَةً فِي هَذا الْبابِ….


وفيه:


 ✽ وَمِنْهُمْ يَحْيى بْنُ عَمّارٍ، كانَ إِمامًا مُقَدَّمًا مُجانِبًا لَهُمْ، قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصارِيُّ: رَأَيْتُهُ ما لا أَحْصَي غَيْرَ مَرَّةٍ عَلى مِنْبَرِهِ يَكْفُرُهُمْ، وَيَلْعَنُهُمْ، وَيَشْهَدُ عَلى الأَشْعَرِيِّ بِالزَّنْدَقَةِ.


✽ وَمِنْهُمْ أَبُو الْعَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّهاوَنْدِيُّ، كانَ إِمامًا جَلِيلا، ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدّادُ، عِظَمَ شَأْنِهِ، وَأَنَّهُ كانَ مُنْكِرًا عَلى أَهْلِ الْكَلامِ، وَتَكْفِيرِ الأَشْعَرِيَّةِ، وَهَجَرَ أَبا الْفَوارِسِ عَلى حَرْفٍ واحِدٍ، قالَ الدِّينَوَرِيُّ: لَقِيتُ أَلْفَ شَيْخٍ عَلى ما عَلَيْهِ النُّهاوَنْدِيُّ فِي ذَلِكَ !


✽ وَمِنْهُمْ أَبُو الْمُظَفَّرِ التِّرْمِذِيُّ حَبّالُ بْنُ أَحْمَدَ، إِمامُ أَهْلِ تِرْمِذَ، كانَ مُجانِبًا لَهُمْ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بِالزَّنْدَقَةِ.


✽ وَمِنْهُمْ أَبُو نَصْرِ بْنُ الصّابُونِيِّ، كانَ إِمامًا جَلِيلا كَثِيرَ الْعُدَدِ، وَذُكِرَ عَنْهُ جَماعَةٍ مُجانَبَتُهُ لَهُمْ، قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ: ما صَلّى أَبُو نَصْرٍ الصّابُونِيُّ عَلى أَبِيهِ لِلْمَذْهَبِ !


✽ وَمِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، كانَ إِمامًا، وَكانَ يَشْهَدُ عَلى الأَشْعَرِيِّ بِالزَّنْدَقَةِ.


✽ وَمِنْهُمْ أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ، كانَ إِمامًا كَبِيرًا، قالَ أَبُو بَكْرٍ الْمُقْرِئُ: كانَ يَلْعَنُهُمْ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ صَلاةِ الْغَداةِ فِي الْمِحْرابِ فِي الْجُمَعِ وَهُمْ يُؤْمِنُونَ.


✽ وَمِنْهُمُ الْعَمِيدُ الْوَزِيرُ أَبُو الْفَضْلِ الْكاتِبُ، كانَ مُجانِبًا لَهُمْ وَهُوَ الَّذِي أَمَرَ بِلَعْنِهِمْ عَلى الْمَنابِرِ مَعَ حَمَلَةِ أَهْلِ الْبِدَعِ.


✽ وَمِنْهُمْ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ أَبِي مُوسى الْهاشِمِيُّ الْوَرِعُ الزّاهِدُ الْفَقِيهُ كَثِيرُ الْفُنُونِ، كانَ إِمامًا قُدْوَةً حَنْبَلِيًّا، مُجانِبًا لَهُمْ، كَثِيرَ الْقِيام عَلَيْهِمْ، أُخِذَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الْقُشَيْرِيِّ وَحُبِسَ أَيّامًا.


✽ وَمِنْهُمُ الإِمامُ الْكَبِيرُ الْحافِظُ شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصارِيُّ الْهَرَوِيُّ الإِمامُ الْقُدْوَةُ الصُّوفِيُّ الْمُفَنِّنُ، أَحَدُ أَعْلامِ الإِسْلامِ الْمَقْبُولُ عِنْدَ سائِرِ الطَّوائِفِ، الْحَنْبَلِيُّ الْمَذْهَب صاحِبُ مَنازِلِ السّائِرِينَ، كانَ مُجانِبًا لَهُمْ، رادًّا عَلَيْهِمْ، لَهُ فِيهِمُ الْكَلامُ الْكَثِيرُ، وَحَذَّرَ مِنْهُمُ التَّحْذِيرَ الْبالِغَ وَلَهُ كِتابُ ذَمِّ الْكَلامِ فِيهِ فِيهِمُ الْعَجَبُ والْعَجَبُ، قالَ الذَّهَبِيُّ: كانَ جَذْعًا فِي أَعْيُنِ الْمُبْتَدِعَةِ، وَسَيْفًا عَلى الْجَهْمِيَّةِ، وَقَدِ امْتُحِنَ مَرّاتٍ، وَصَنَّفَ عِدَّةَ مُصَنَّفاتٍ، وَكانَ شَيْخَ خُراسانَ فِي زَمانِهِ غَيْرَ مُدافَعٍ.


✽ وَمِنْهُمُ السُّلْطانُ طغرلبكُ السُّلْطانُ الْكَبِيرُ، كانَ مُجانِبًا لَهُمْ وَأَمَرَ بِلَعْنِهِمْ عَلى الْمَنابِرِ وَنَفى جَماعَةً مِنْهُمُ الْغَزالِيُّ وَغَيْرُهُ.


✽ وَمِنْهُمُ الأَمِيرُ الْكَبِيرُ مَحْمُودٌ ذَكَرَهُ شَيْخُ الإِسْلامِ الأَنْصارِيُّ، وَأَنَّهُ كانَ يَلْعَنُهُمْ.


✽ وَمِنْهُمُ الشَّيْخُ الإِمامُ الْكَبِيرُ الْحافِظُ الْفَقِيهُ النَّحْوِيُّ الْمُحَدِّثُ الْمُتْقِنُ أَبُو عَبْد اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْهادِي الْمَقْدِسِيُّ، كانَ مُجانِبًا لَهُمْ مُفارِقًا كَشَيْخِهِ وامْتُحِنَ وَقُتِلَ فِي ذَلِكَ.


Report Page