مشاعري أودت بحياتي | هاجر خالد جمال
-مشروع يقظة فكر."فُتِحتْ مُقلتاي مُعلنةٌ عَن إِستيقاظي مِن نَومي ألمُستَمر ، نَظرتُ لِسقفِ غُرفتي كِعادتي
لِلحظاتٍ ، دَقائِق و حَتى ألسَاعات ...
أ ما أشعُر بهِ صَحيح ؟
ألخَطوة ألتي سأخطوها لَيستْ إِلا مُجازَفة
لَكِن لا يُمكن أنّ أنكُر مَشاعِري بَعد ألآن
فَاليقُل مَن يُريدُ قولهُ ، ليفعل مَن يُريدُ فِعلهُ
لم أعُد أهَتم .
تَوجهتُ إِلى ألمَطار سِراً دونَ إِعلام عَائِلتي ،إن إِكتَشفوا ألأمر لَقُتِلتْ بِحق ، فما أَنا إِلا أثاث رَخيص في ألمنزلِ ، لا أحد يُقَدِر ما أشعُر بهِ بل يَعتبروهُ ، مُجرَد أضغاثُ مَشاعر ألتي لاَ مَعنى لها ، و يَجِب أنّ أتَبِع ما يَتبِعون و أفعل ما يَفعلون ، بحقكم؟!
أقمتُ في "كندا" لِتَصِلَني ألعَديد مِن ألتَهديداتِ مِن عائِلتي بِالقَتِل ، لِتَطلُب بَعد ذَلِك ألمُفوضيّة ألتايلانديّة مِن ألحُكومةَ الكَندية إعطائيِ أللُجوء لِثلاثِ سَنواتِ و قِاموا بِالتَوصي عَلي مِن ألعَاصِمة ألتايلانديّة و ما زِلتُ أنتَظِر ألطَلب
، أنا أبلغُ مِن ألعمر ثَمانِ و عُشرونَ عاماً
لا يَحُق لَهُم ألتدخل ، أنا لا أتكلم عَن عائِلتي خاصة ، بَل ألحُكومة بِأكملِها ، ألحُكومة المصرية !
وطني ألذي عَهدتُ عُمري بهِ ، أجل أنا خالفتُ ألنِظام ألعام ، لَكِن هذهِ حُريتي وهذهِ ذَاتي ، أ لا يَجب عَليهم إِحترامَها قليلاً ؟
أنا شاذة ، و مُلحدة و هذا حَقي في ألتعبيرِ عن مَن أنا !
كيفَ يُمكن لِدولة كَاملة أنّ تَرفُض حَقيقَتي ؟
لَكِن في ألِتفكير بِالامرِ ...
لا يَستحِق كُل هذا ، لا يَستحِق بِحق
أنّ أَعيش في دَوامة مِن ألكَذِب و ألمَشاعر ألمؤقتة ، "أحداثٌ تُثبتُ مَشاعري أُخرى تَنفيها" ،
أشعُر بِأنني ضائِعة لا أعلَمُ ما ألحَل
أريدُ تَحدي ألجَميع فقط لأجلِ مَشاعِري لَكِن ماذا لو تَوقفتْ هَذهِ ألمَشاعِر قَريباً
انا خائِفة ، قَلِقة ، حائِرة!
أ أنا ضَعيفة لِهذهِ ألدَرجة ؟
لِدرجة عَدم تَمكُني مِن ألتَحكُمِ بِما أشعُر بهِ
ألحياة أَصعب مِن أنّ أعيشَها كَيف ما أُريد
أنا حَقاً ... حَقاً لا أستَطيعُ ألعيشَ بَعدَ ألآنَ
لِكُل مِنا لهُ قِصتهُ ألخَاصة ، و لاَ بُد أن لِكُلِ قصة نِهاية ،
أَعتَقِد أنّ قِصَتي إِنتَهتْ هُنا ... إِنتهى دَوري في هَذهِ ألحياة . "
يَجلُسُ رَئيس المَبنى و أَمامهُ الآف مِن ألأوراقِ و ألضرائِب و كأن هَمّ ألدُنيا إِجتَمعَ لِيَكون أمَامهُ لا يَعرفُ ما ألحَل و مَتى سَينتهي هَذا ألعِبىء لا يَعلم ، لِيصلَهُ إِتصال عَن طَريق ألهَاتف ألأرضي أبيض أللون ألمَوضوع عَلى ألطَاوِلَة ذَاتُها ألتي تَحتوي على الآفِ ألأوراقِ
حَملهُ بِمَلل بَين يديهِ قائِلاً :
رَئيس المبنى : أهلاً ، مُنذ مَتى و صدرتْ هذهِ الرائحة ؟
حسناً ، سأتولىَ ألأمر .
إستقام لِيضعَ يديهِ في جيبوبهِ ثُم دَفع كُرسيهُ بِغِضب حِمل نُسخة مِن مُفتاحِ الِشقة
" سِتةُ مَائة و إثنا عَشر " لِيتفقد ألوضع هُناك يُقال بِوجود رائِحة مُزعِجة تَفوح بِتلكَ ألشِقة.
وصل عِند ألشُقة لِيدخُل ألمُفتاح في قِفل ألباب فاتِحاً إياهُ ، صُدمَ مِمّا رائ !!!
ضابط الشرطة: نَعم مَعكُم ألشُرطة ؟
قَضية قتل ؟ تأكدوا مِن عَدم لَمس أيَّ
شَيءٍ و أُبقوا بَعيدينَ عَن مَسرحِ ألجَريمةَ .
بعدَ سَماع ألمُحقق لِهذا ألخَبر صاحَ مُتحَمِساً ، حَملَ حَقيبتهُ بَينَ يديهِ خَرجَ راكِضاً لِيُحقِق بِالقَضية فَهو يُحب عَملهُ إِلى حد ... لا يُوجد حَد لِحُبهِ لِعملهِ ، أنّ يُضَحي بِنَفسهِ لأجل قَضية غَبية لا تَستحِق ؟
أجل سَيضُحي بِالفعل ، يَرتَدي قَميص أبيض على بِنطال أسود و يَحمُل حَقيبتهُ ألجِلدية ألسَوداء و رِدائهُ الرمادي ، دَخلَ لِيعقِد حاجبيهِ مِن ألرائِحة ألمُنبَعِثة ، يَتتّبع بِنظراتهِ حَركات ألضُباط ، يَتفقد ألمَكان و يَرسُم ألجَريمة بِرأسهِ ، إلى أنّ تَوصل لِحلٍ ، لَكِن يُريد مَعرِفة حالة ألفَتاة أولاً ثُم ألفَصح عن أفكارهِ .
ألمُحَقق : أُريدُ ألمَعلومات ألكاملةَ حِول ألفِتاةِ .
أحد ألضُباط نَاولهُ مَلف يَجمعُ فِيهِ بَعض ألمعلوماِت حَولَ ألفَتاةِ ألمَنشودةَ
فَتحَ ألمُحقق ألمَلف لِيرى ما بهِ ...
" ألإسم: عَبير حُسَين ألحُجازية
ألعُمر: ثَمانية وَ عُشرونَ عَاماً
لاجِئة مَصرية ".
أخذَ ألمَعلومات ألتي تُفيدهُ بِالفعلِ وَ أعادَ ألمَلف لِلضَابِط .
أحدُ ألضُباط : سَيدي لَقدّ وَجدنا هَذهِ ألرِسالة قَدّ تُفيدُنا بِشيء ...
أخذَ ألمُحقق ألرِسالة قَارئاً مُحتواها :
"تَعِبت ، لَم يَعُد لِلحياةِ قِيمة ، إنتهىَ ألدور"
هُنا تأكد المُحقق من أفكارهِ أن هذهِ ألقَضية ليستْ إلا قَضية إِنتحار ، فلا وُجودَ لِلعديدِ مِن ألدلائِل ألتي تَمُتْ لِغيرِ ذَلِكَ .
أعلمَ أللجنة ألأمنية بِذلكَ شارِحاً ألعَديد مِن ألتِفاصيل ألتي تُثبِتْ أنّ ألقَضية قَضية إِنتحار ،
لِتُعلِن بَعد ذَلكَ بِخَبر مأساوي ألسُلطاتِ ألكَندية إِنتحار أللاجِئة ألمَصرية " عَبير حُسين ألحُجازية" .
و هُنا تنتهي قِصة ألشَابة عبير .
#اِنتهاج4
#اصنع_قصة