عقائد النصيرية كما وردت في كتبهم 5 - ضلالات الميمون بن القاسم الطبراني

عقائد النصيرية كما وردت في كتبهم 5 - ضلالات الميمون بن القاسم الطبراني

مجلة بلاغ- العدد الثاني عشر- شوال ١٤٤١


الشيخ: محمد سمير 


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد:

فسنتناول في هذا المقال بعض معتقدات النصيرية من خلال أربعة كتب وهي: الحاوي في علم الفتاوي، والدلائل في المسائل، ومجموع الأعياد، والرسالة المرشدة، وجميعها للطبراني، والطبراني هذا ترجمه فؤاد سزكين في كتابه تاريخ التراث العربي، فقال: "الميمون بن القاسم الطبراني: هو أبو سعيد الميمون ابن القاسم الطبراني ولد سنة 358 هـ / 968م في طبرية، وعاش في حلب واللاذقية وتوفي 426 هـ / 1034م.. آثاره: 

1- سبيل راحة الأرواح ودليل السرور والأفراح إلى فالق الإصباح = مجموع الأعياد.

2- كتاب الدلائل في معرفة المسائل.

3- كتاب المعارف تحفة لكل عارف".

وقد ذكر سزكين مكان مخطوطات كل كتاب منها.

والطبعة التي اعتمدت عليها هي طبعة دار لأجل المعرفة بتحقيق الشيخ موسى وأبي موسى ضمن سلسلة التراث العلوي.

كما أن كتاب مجموع الأعياد قد طبع بتحقيق المستشرق رودولف شتروتمان.

كما أن سليمان الأدني نقل من الكتابين في مواضع من كتابه الباكورة السليمانية [سنتحدث لاحقا عن هذا الكتاب إن شاء الله].


- لقد حرص علماء النصيرية على إماتة الرجولة في أتباعهم وإذلالهم ومعاملتهم كالبهائم، ففي كتاب الحاوي ص 54 يقول الطبراني وهو يتحدث عن شروط طلب العلم عندهم: "وأن يوضع على رأسه [يعني التلميذ] من نعال الجماعة صغيرا أم كبيرا شريفا كان أم وضيعا".

ولا تظنن أن هذا مجرد كلام لا تطبيق له، بل هو يطبق بحذافيره، وقد ذكر ذلك سليمان الأدني في باكورته وحكى أن ذلك جرى معه شخصيا.


- فإن قيل: إننا نرى بعض النصيرية يؤدون الشعائر الظاهرة كالصلاة والصيام وهذا دليل على أنهم ليسوا كما نقلت سابقا، فاعلم أن إظهار الشعائر أمام المسلمين واجب عليهم حتى يخدعوا المسلمين ويخفوا كفرهم، وقد نص على هذا الطبراني في الحاوي فقال ص 70: "ولا يجوز لمؤمن أن يتهتك بالزندقة وإظهار ترك الآصار كترك الصلاة والصيام وإدمان الشرب والسكر، ومن فعل ذلك فقد برئ من ذمة جعفر منه السلام، واستشاط بدماء المؤمنين، ولا يجوز بوح ما ذكرناه لأحد من الطلاب".

فانظر إلى خبثه وهو يقول: "لا يجوز إظهار ترك الآصار" يعني لا بأس بتركها إذا كان النصيري بين أفراد دينه، وكذلك فإنه سماها الآصار وذلك يعني عندهم أنها تجب فقط على أهل الظاهر أما أهل الباطن فقد سقطت عنهم.


ويقول ص 95 من الحاوي: "ولا يجوز نساخة الكتب الباطنة لقاصر الفهم والعلم" والكتب الباطنة هي التي يسطر فيها النصيريون كفرهم بخلاف الكتب الظاهرة التي يتسترون فيها بالتشيع ويظهرونها.


- وقد ترى بعض مشايخ النصيريين اليوم يخرج في الإعلام ويتبرأ من بعض عقائد النصيريين ويكفر بها وليس هذا سوى تقية أباحها علماؤهم، ففي الحاوي ص 99: "ويجوز للمؤمن أن يحنث في يمين حلفها يريد بها تقية عن نفسه ودينه وعن المؤمنين، وإن أحوجه إلى سب إخوانه والتبرؤ منهم والكفر بهم جاز له ذلك".

ومن ذلك إباحة شرب الخمر بين النصيريين وتحريمها مع غيرهم؛ ففي كتاب الدلائل ص 146: "هل نشربها حلالا أم حراما؟ الجواب ما قاله المولى: حلال لكم معكم حرام عليكم مع غيركم؛ فالخمرة خمرتان: خمرة محللة وخمرة محرمة، فالمحللة الشراب مع المؤمنين والمحرمة الشراب مع الكافرين المخالفين وهم شيعة الأول والثاني وغيرهم من الفرق المختلفة".

ويقصد بالأول والثاني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وكثيرا ما يرمز النصيرية لهما خوفا من افتضاح أمرهم، ففي الرسالة المرشدة للطبراني: "الأول النسخ وهو عتيق، والثاني المسخ وهو سكن، والثالث الفسخ وهو عثمان، والرابع الوسخ وهو طلحة، والخامس الرسخ وهو عبد الرحمن بن عوف، ودرجتا الدبيب معاوية وعمرو بن العاص".

فالنصيريون يحقدون حقدا عظيما على خير هذه الأمة أصحاب رسول الله ويسبونهم أشنع السب وينتقصونهم.


- وقد تعدى السب والشتم والتنقص حتى نال ملائكة الله، ففي مجموع الأعياد ص 268 ينقل الطبراني بيت شعر للخصيبي يقول فيه:

ثم الأملاك بعد ذلك ضلوا 

وثووا في الحضيض والتقصير


وفي ص 269: "ونزول مولانا أمير المؤمنين على السحابة تحمله وبيده سيفه ذو الفقار يقطر دما، ودخولهم عليه وسؤال سلمان له وقوله: يا أمير المؤمنين، ما لذي الفقار يقطر دما؟ فقال: يا سلمان، أنكرت وتناكرت طوائف من الملائكة في الملأ الأعلى فطهرتهم بسيفي هذا".

فقبح الله الجهل ما أضره على أهله، هل حقا من يؤمن بهذا الهراء عنده مسكة من عقل أو ذرة من فهم؟


- وإليك هذا المثال لتعرف مدى حماقة القوم، ففي الرسالة المرشدة ص 151 للطبراني: "في قوله بقصة إبراهيم قال: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي) الجواب إن إبراهيم في هذا الموضع هو محمد بن أبي بكر فلما تولى الإمامة أبوه الأول توهم أنه محق فلما مات علم أنه مبطل، قال: لا أعبد من يموت، فلما تولاها عمر ومات علم أنه مبطل، قال: لا أعبد من يموت، فلما تولاها عثمان قال كذلك، فلما تهيأ لها أمير المؤمنين الملك الحق المبين قال: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين".

والسؤال الذي يطرح نفسه هو أن عليا رضي الله عنه قُتل أيضا فما الفرق بينه وبين الخلفاء الثلاثة قبله؟


- ولننتقل الآن إلى نظرة النصيرية إلى المرأة فهي عندهم مذمومة دائما مخلوقة من المعصية لا تَنْجُب أبدا طالما أنها امرأة بل هي مسخ من المسوخ، ففي كتاب الحاوي في علم الفتاوي ص 102: "وليس ترقى المرأة ولا تخلص لأن من شأنها الانحطاط، فإن كانت مؤمنة بالولاء والبراء خادمة لبعلها المؤمن فإنها تنقل إلى قالب الرجال، ولا تَنجب ولا تصفو إلا أن انتقالها إلى درجة الرجال عوض عن الخدمة والطاعة لبعلها فارتقت درجة عن قالب المسوخية إلى قالب الرجال".

وفي كتاب الدلائل ص 125: "إن النساء بأجمعهم مذمومات، وأما المحمودات في كتاب الله تعالى هم التلاميذ لأن العالم ذكر والمتعلم أنثى ولسان المتعلم ذكر وأذن المتعلم أنثى".

ومنه ص 145: "وخلق من ذنوب الأضداد النساء فهن ظلمة الظلمة فلأجل ذلك لا ينجبن".


وبعد؛ فهذا ما يسر الله عرضه في هذا المقال، وإلى مقال قادم إن شاء الله.




هنا بقية مقالات العدد الثاني عشر من مجلة بلاغ

Report Page