🌕 صحيح البخاري - 3176

أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في غزوةِ تبوكَ ، وهو في قُبَّةٍ من أُدْمٍ ، فقال : ( اعددْ ستًا بين يديْ الساعةِ : مَوْتِي ، ثم فَتْحُ بيتِ المقدسِ ، ثم موتانِ يأخذ فيكم كقُعَاصِ الغنمِ ، ثم استفاضةُ المالِ حتى يُعْطَى الرجلُ مائةُ دينارٍ فيظَلُّ ساخطًا ، ثم فتنةٌ لا يَبْقَى بيتٌ من العربِ إلا دخلتْهُ ، ثم هُدْنَةٌ تكونُ بينكم وبين بني الأصفرِ ، فيَغدرونَ فيأتونكم تحتَ ثمانينَ غايةٍ ، تحت كلِّ غايةٍ اثنا عشرَ ألفًا ) .

◼ الراوي: عوف بن مالك الأشجعي

◼ المحدث: البخاري

◼ المصدر: صحيح البخاري - 3176

◼ خلاصة حكم المحدث: صحيح

في هذا الحديثِ يَحكِي عوفُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه أتَى إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ، فوجَدَه جالسًا فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، و"القُبَّة": بناءٌ مستديرٌ، و"الأدم": هو الجِلدُ المدبوغ، فقال له النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، أي: علامات تكون قبلَ قِيامها، أوَّلها: موتُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، وقد تمَّ في عهد عُمرَ بنِ الخطَّاب رضِي الله عنه، قال: ثُمَّ مُوتانٌ، أي: وباءٌ يُصيبكم، يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعاصِ الغَنَمِ، و"قُعاص الغَنمِ": هو داءٌ يأخُذ الغَنَمَ، فيسيلُ مِن أُنوفِها شيءٌ، فتموت فجأةً، وقد حدَث هذا في طاعون عَمَواسَ، حيثُ مات منه سَبعون ألفًا في ثلاثةِ أيَّام، قال: ثُمَّ اسْتِفاضَةُ المالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينارٍ فَيَظَلُّ ساخِطًا، أي: غير راضٍ؛ لأنَّه يستقلُّها، قال: ثُمَّ فِتْنَةٌ، أي: اختبار وابتلاء، لا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إلَّا دَخَلَتْه، قال: ثُمَّ هُدْنَةٌ تكونُ بَيْنَكم وبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، و"الهدنة": صُلْحٌ على ترْك القِتالِ بعدَ التَّحرُّكِ فيه، و"بَنو الأصفر": هم الرُّوم، قال: فَيَغْدِرُونَ، أي: يَنقُضون الهدنةَ، فيأتُونَكُم تَحْتَ ثَمانِينَ غايَةً، "الغاية": هي الرَّاية، وتَحْتَ كُلِّ غايَةٍ اثْنا عَشَرَ أَلْفًا من الجنود.

وفي الحَديثِ: بيانُ بَعضِ علاماتِ اقترابِ قِيامِ السَّاعةِ، وأنَّ بعضَها قدْ وقَعَ بالفِعلِ..