• شرح معاني ما يقال في الصلاة •

• شرح معاني ما يقال في الصلاة •

قناة أروع الإسلاميات والقناة الإسلامية على التلغرام ، شرح معاني ما يقال في الصلاة لزيادة التدبر ، جميع حقوق الموضوع محفوظة للقن…

▫شرح معنى ما يقال في الصلاة لزيادة التدبر والخشوع،

كيفية تدبر معنى الصلاة .

▫نظراً لأهمية شأن الصلاة في الدين وعلو مقامها، وكون كثير من الناس يجهلون معنى ما يقال في الصلاة، من قرآن وأذكار وأدعية، وبما أن هناك الكثير من الآيات القرآنية التي تأمر المسلم بالصلاة والخشوع بها .

◽كما قال تعالى : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ . [البقرة/٤٥] .

◽وقال تعالى : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *

الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ . [المومنون/١-٢] .

◽وقال تعالى : وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . [المومنون/٩-١٠-١١] .

◽وقال تعالى : قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ . [إبراهيم/٣١] .

◽وقال تعالى : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ . [البقرة/٤٣] .

▫وما إلى غير ذلك من الآيات التي تحث المسلم على الأقتياد لأمر الله تعالى بالأتيان بالصلاة والخشوع فيها،

وكون أن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلاته فاز وأفلح، وإن فسدت خاب وخسر .

◽عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ . رواه أبو داود (٨٦٤) ، والترمذي (٤١٣) ، والنسائي (٤٦٥) .

▫فنظراً للأهمية الكبيرة لشأن الصلاة في الدين، وعلو شأنها عند الله تعالى، رأينا أن نكتب هذا الشرح المبسط عن معاني ما يقال في الصلاة، لزيادة التدبر فيما يقال، وهذا مما يزيد على المصلي العلم فيما يقوله، وبالتالي زيادة الخشوع،

لكي ينتفع المسلم والمسلمة فيه ويزداد تدبرهم وخشوعهم في الصلاة، راجين من الله تعالى القبول لنا في هذا العمل الذي قمنا به، وأن يتقبل منا صلاتنا، وأن يمن علينا بالتدبر والخشوع فيما نقوله في الصلاة، وقراءة القرآن، وما شابه ذلك من أمور الدين .


▫أولاً النية للصلاة .

▪ النية : والنية هي أن يعزم العبد على الصلاة، فالنية هي أستحضار العبد أرادته للقيام بالصلاة أقتياداً لأوامر الله وأمتثالاً لما أمر به .

▪ ثم تكبيرة الإحرام "الله أكبر" : تعظيماً لله على قدرته التي تفوق كل شيء وليس مثلها شيء .

▪ ثم قراءة دعاء الأستفتاح :

ودعاء الأستفتاح هو دعاء يستفتح به المسلم صلاته، وهو سُّنَّة يقال بعد تكبيرة الأحرام وقبل قراءة الفاتحة، وسمي بدعاء الأستفتاح لأنه أول ما يستفتح به المسلم صلاته، وهو لتعظيم الله وتنزيهه عما لا يليق به، وحمده، ووحدانيته، والأعتراف بفضله ومنته على عباده، والثناء عليه بما هو أهل له من الصفات العظيمة،

وقد ورد بألفاظ عديدة، فهو دعاء يستفتح به المسلم الصلاة لتعظيم الله والتعظيم له ألفاظ عدة، ولذلك يورد بألفاظ عدة،

نذكر منها :

◽عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ  . رواه أبوداود (٧٧٦) ، والترمذي (٢٤٣) .

◽وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً - قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ : أَقُولُ : اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ . رواه البخاري (٧٤٤) ، ومسلم (٥٩٨) .

▫وما إلى غير ذلك من الأدعية التي ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

▪ثم قراءة الفاتحة :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (١) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٧) . [سورة الفاتحة] .

◾بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ : البسملة، وفيها من المعنى أننا نبدأ بأسم الله، الإله الحق الذي لا يُعبد سواه، ولا شريك له، لا في الخلق، ولا في الملك، فهو الإله الواحد المتنزه عن كل معاني النقص، وسيتم شرح معنى الرحمن والرحيم فيما سيأتي من سورة الفاتحة .

◾الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين : وهو أن العبد يحمد ربه، فهو يستحق الحمد على نعمه علينا التي لا يحصيها أحداً سواه، الذي هو رب كل خلق من مخلوقاته، ورب كل أمة من الأمم، ورب العالم أجمع، ورب كل شيء .

▫والعالمين جمع عالم .

◾الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ : معنى الرَّحْمَٰنِ : وهو من أسماء الله تعالى الحسنى، وهو مشتق من الرحمة، فيدل على كثرة رحمة الله في خلقه، فإن الله تعالى رحمان فينا، أي مشفق علينا، فيحب لنا التوفيق، والفوز في أبواب الخير والجنة .

▫وهذا كمثل قول القائل أني رحمان فيك، أي مشفق عليك .

▫وهو يشابه أسمه تعالى الرحيم، ولكن فيه زيادة في المعنى، وهي رحيم ورحم .

◾الرَّحِيمِ : وهو الرحمة أي الرأفة، فالله تعالى رحيم بخلقه، وهو أرحم عليهم من الأم على أولادها .

◾مَالِكِ يَوْمِ الدِّين : أي يوم الحساب، فالأمر بيده سبحانه وتعالى، فمتى ما جاء يوم القيامة، فيكون ويحصل فيه ما جعله الله في ذلك اليوم .

◾إِيَّاكَ نَعْبُدُ : أي إياك نعبدك إلهاً واحداً، فلا يُعبد سواك، ولا شريك لك، لا في الخَلق، ولا في الملك .

◾وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين : أي نستعين بك طالبين العون في كل شيء، ومتوكلين عليك في جميع أمورنا، راجين الإعانة والسداد والتوفيق فيما نفعله .

◾اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ : أي وفقنا لسلوك طريق الهداية والحق المتمثل بأتباع ما أُمرنا به، كما أمرتنا في كتابك العزيز، وبما جاء به رسولك محمداً ﷺ من الشريعة الحق، مسلمين لك، حنفاء على ملة إبراهيم، متبعين للشرع الذي جاء به النبي ﷺ، الذي يهدي إلى نور الحق وإلى طريق مستقيم، والذي يصرف عن العبد الزيغ والضلال والأنحراف عن سواء السبيل .

▫والصراط له معنيان أحدهما في الدنيا والأخر في الآخرة،

أما الصراط الذي في الدنيا فهو سلوك سواء السبيل، والطريق المستقيم، والهدى، وأتباع طريق الحق كما سبق، وأما الذي في الآخرة فهو الجسر الذي يُنصب على جهنم وتمر الخلائق عليه، ويكون سرعة عبور كل منهم على حسب أتباعهم للصراط الذي في الدنيا .

◾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّين : وبعد سؤاله سبحانه وتعالى الهداية، وسلوك طريق الحق، وسواء السبيل، والعون، والتوفيق، كما في الآية السابقة، فيأتي التأكد في هذه الآية بأنه صراط الذين آمنوا بالله، وأنعم الله عليهم بأن وفقهم وهداهم لسلوك طريق الاستقامة والحق المتمثل بأتباع شرعه، والعمل بما يوجب دخول الجنة، وصرفهم عن الزيغ والضلال والغواية والأنحراف وما يوجب دخول النار .

▫وأتى التأكيد على أن هذه هي النعمة العظيمة المرجوة من سؤال الله أن يجعلنا ممن أنعم عليهم فهداهم،

فتبعها سؤال الله ألا يجعلنا من المغضوب عليهم، الذين هم الكفار من اليهود، وقد غضب الله عليهم، فهم عرفوا الحق ولم يتبعوه، وسعوا لقتل أنبياء الله، فبالرغم من كل المعجزات البينة التي جائتهم إلا أنهم أصروا على ما هم عليه من الكفر والمحاربة لله ورسوله، مع علمهم يقيناً بوجود الله، وبأن الأنبياء أنبياء الله، ولكنهم أستكبروا وأصروا على عنادهم وضغيانهم، وسعوا لمحاربة الله تعالى بالأتيان بما حرمه وحثهم عليه، وتركهم لما أمر الله به وتجنبه، وقتلهم الأنبياء، والسعي للإفساد في الأرض لأن الله عز وجل أمر بأصلاحها، وهم خبثاء جداً، وبالمختصر فهم لا يريدون أن يكون ثمة قائمة لشرع الله في أرضه، مع أنهم عالمين بأن الله الخالق الحق، ولكن ضغيانهم وعنادهم وأستكبارهم منعهم من أتباع شرع الله ورسله، وجعلهم غواة مغضوب عليهم، فهم عرفوا دين الحق، ولكنهم رفضوا الأنقياد لله وأتباع شرائعه، فغضب الله عليهم لما صار من أمرهم من العصيان والضلال والفساد .

▫وأما الضالين، فهم الكفار من النصارى من أهل الكتاب، فهم عرفوا الحق والاستقامة عليه وطريق الهدى، ولكنهم ضلوا عن الحق ثم رفضوا أتباعه، وزاغوا عن الطريق المستقيم، وأتبعوا أهوائهم، وتركوا ما شرعه الله لهم من صلاة وغيرها من الشرائع، فتركوا شرع الله وأنقادوا لأنفسهم، وأتبعوا شهواتهم زيغاً ضلالاً، ولذلك كانوا ضالين عن الحق .

▪ونختم سورة الفاتحة بكلمة " آمين " : وهي سُّنَّة نقولها في نهاية سورة الفاتحة، تأكيداً بالتآمين على ما سبق من هداية الله لعباده الصالحين، وأن جعلنا منهم، وتوفيقهم لسلوك الطرق المؤدية لمرضاته، وتأكيداً على أستحقاق الكفار من أهل الكتاب من اليهود والنصارى لما عوقبوا به من الغواية والإنحراف عن سواء السبيل، والضلال المؤدي للهلاك والخسران، بعد ما صار من أمرهم مما هم فيه .


▪ثم يليها تكبيرة الركوع : والتكبير في الصلاة كما سبق تعظيماً لله تعالى الذي ليس مثله شيء .

▪ثم الركوع وقول سبحان ربي العظيم، مرة أو ثلاث مرات :

▫وعند قول هذا الذكر ذكر الركوع، سبحان ربي العظيم، يكون نظر العبد للأسفل، وينطق بتعظيم الله وكأنه يصرخ على الشيطان في نفسه،

◽قال عليه الصلاة والسلام : ( فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ) . رواه مسلم (٥٧٩) .

▫فعندما نقول سبحان ربي العظيم نعظم الله تعالى، وهذا مما يغيظ الشيطان فإذا صادف ذلك خشوع وتدبر والقصد في النية كان أكثر أغاظة للشيطان، وأعظم عند الله تعالى .

▪ثم القيام من الركوع وقول سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد :

▫والمعنى في هذا أننا نقر بصفة السمع لله تعالى وأنه محيط بكل شيء يسمع عبده عندما يحمده، ثم نحمده تعالى فهو مستحق الحمد .

▪ثم التكبير، والسجود، وقول سبحان ربي الأعلى وبحمده، مرة أو ثلاث مرات :

ومعنى الذكر في السجود، أي تسبيح الله تعالى وتعظيمه على ما هو اهل له من الصفات التي لا يضاهيه ولا يماثله فيها شيء، وليس كمثله شيء، الذي هو ربنا الأعلى الذي ليس فوقه شيء، بل هو فوق كل شيء على عرشه أستوى .

▪ثم القيام من السجود والجلسة بين السجدتين وقول اللهم أغفر لي مرة أو ثلاث، أو قول اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وأهدني وارزقني وعافني :

◽فقد جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ) . رواه الترمذي (٢٨٤) وصححه الألباني .

◽وروي هذا الحديث بألفاظ مختلفة ، وفي بعضها زيادات على بعض ، وحاصل ما روي في هذا الدعاء سبع كلمات : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ، وَعَافِنِي ، وَارْفَعْنِي ) . رواه الترمذي (٢٨٤) ، وأبو داود (٨٥٠) ، وابن ماجه (٨٨٨) .

▫والأصل في هذا أن ما يقال بين السجدتين هو ما ورد من الأدعية، وورود الأحاديث بألفاظ مختلفة لعل ذلك لأن الأصل أن ما يقال هو الدعاء، ولذلك ففي بعضها زيادة عن بعض في الكلمات، فالأفضل جمع جميع الأدعية ففيها الخير، ولا بأس بأن يقتصر المسلم على بعضها، فالأصل أنه دعاء، يقال بين السجدات في الصلاة .

▫وهكذا مثل ما تم ذكره تتم الركعة الثانية .


▪حتى بلوغ قراءة التشهد وينقسم التشهد إلى قسمين تشهد أول، وتشهد أخير، نقول في التشهد الأول :

( التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ) . رواه أبو داود (٩٧١) .

◾ومعنى (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ) : كما هو ظاهر أي تحيات، جمع تحية، والتحية هي التعظيم لله،

بمعنى التحيات لله بما يستحق من التعظيمات التي هي من فعله وتصرفه، أو فيما يتصف فيه من عظائم الصفات، وهذا كمثل قول القائل التحيات لله الرزاق الذي يرزق من يشاء، التحيات لله العليم الذي أحاط علمه بكل خلقه أجمع، وأمثال هذا من أنواع التعظيم لله سبحانه وتعالى بما هو أهل له من التعظيم والصفات .

◾(وَالصَّلَوَاتُ) : كذلك كما هي معناها، أي جمع الصلاة،

◾(وَالطَّيِّبَاتُ) : أي كل ما هو طيب من فعل أو قول أو عمل وما يشابه،

◾ومعنى (السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ) : أي السلامة عليك، (أي الدعاء له بالسلامة)،

◾(وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُه) : وهو الدعاء له بمزيد من الرحمة، وزيادة في البركة، وهذا عام يشمل ما كان له في الدنيا، وما له في الآخرة،

◾(السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِين) : أي راجين من الله السلامة لنا وللصالحين من عباده،

◾(أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) : ثم شهادة التوحيد لله تعالى والأعتراف والأقرار أنه الإله الواحد الذي لا شريك له في الخلق، وليس مثله شيء في القدرة والتي لا يضاهيها شيء، والأقرار والشهادة بأن محمد ﷺ عبداً لله ورسوله، وأنه خاتم الأنبياء الذين بعثهم الله رحمة للعالمين، لأخراج الناس من ظلام زيغ الضلالة عن الحق، إلى نور الهداية، والدلالة على سلوك طريق الهدى والحق .

▪ثم قراءة التشهد الثاني ويقال له "الصلاة الإبراهيمية" :

◾(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) . رواه مسلم (٤٠٥) .

▫والصلاة على النبي ﷺ بمعنى الدعاء له أن يجعل الله له الذكر الطيب والثناء الحسن عند ملائكته الكرام، وبين خلقه من الأمم، وبدوام الفضل فيما أُكرم به .

▫فعند قولنا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ :

أي اللهم أثني عليه ثناءاً حسناً، وأجعل له ذكراً طيباً، وأجعل له فضلاً يكون محموداً عليه عند ملائكتك الكرام، وبين خلقك من الأمم في العوالم التي خلقتها،

وكذلك الصلاة على آل محمد، أي اللهم أجعل لهم ذكراً طيباً وثناءاً حسناً، والدعاء لهم بدوام الفضل والرحمة،

كما أثنيت على إبراهيم وآل إبراهيم وجعلت لهم فضلاً وذكراً طيباً في العوالم التي خلقتها .

▫أي اللهم ءأت وأجعل لنبيك محمد وآله ما سبق ذكره، كما جعلت لإبراهيم وآل إبراهيم ما جعلت لهم من الذكر والثناء الحسن بين خلقك، وبما أتيتهم من دوام الفضل، (ولا زال الذكر الطيب والثناء الحسن على سيدنا إبراهيم منذ أن بعثه الله نبياً إلى يومنا هذا، ولا يزال ذكره على لسان المسلمين أثناء الصلاة وغيرها، ما زال هذا الدين على هذه الأرض) .

◾وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ :

▫أي اللهم وبارك على محمداً وآل محمداً فيما أتيتهم ورزقتهم من الخير، وفيما أُكرمتهم به من النعم، وفيما أعددت لهم من الأجر والمثوبة وعظم الجزاء وعلو المقامات في الآخرة،

"والبركة هي النماء والزيادة في الخير" وهذا عام يشمل سواء ما أكرمه الله به من النعم والفضل في ما كان له من الدنيا، أو ما أعده الله له من حسن المقام وعظم المنزلة في الآخرة،

كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم فيما أتيتهم من الخير والنعم، وفيما أعددت لهم من عظيم الجزاء في الجنة .

◾فِي الْعَالَمِين :

▫أي اللهم أجعل لهم هذا ذكراً حسناً، وثناءاً حسناً بين خلقك في العوالم التي خلقتها إلى الأبدين، وأدم لهم الفضل فيما هم أهل له من الخير، والعالمين جمع عالم .

▫فكلما زاد الزمان يكون عالم، أي إلى الأبدين أجعل لهم فضلاً بما أستحقوا، وذكراً طيباً وثناءاً حسناً بين خلقك من الأمم في العوالم التي خلقتها، أمة بعد أمة إلى الأبدين .

◾إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ :

◾حَمِيدٌ : أي أنك حميد في أفعالك وأقوالك وأختياراتك، فهو الحميد في كل فعل وتصرف، المنزه عن كل فعل غير محمود،

وحميد فيما شرعته لعبادك، لما فيه من الحكمة البالغة العظيمة التي لا يدركها عقل البشر، وما إلى غير ذلك من الأشياء والأفعال الحميدة التي هي من صفات الخالق سبحانه وتعالى،

وتجعل لمن تشاء من عبادك فضلاً يُحمدوا عليه، "أي فعلاً حميداً يُثنون عليه" .

◾ومَجِيدٌ : أي أنك مجيدُ في نفسك، وهو نوع من العظمة، تستحق التمجيد من خلقك، لما له سبحانه وتعالى من الصفات العظيمة، والقدرة المطلقة، وغير ذلك من عظائم الأشياء التي هي من صفات الخالق سبحانه وتعالى،

وتُمجد من تشاء من عبادك، وتجعل لهم تمجيداً بين خلقك .

▫أي فكأننا نقول اللهم أجعل لعبادك محمداً وآله، وإبراهيم وآله، فضلاً يُحمدوا عليه (أي يُثنون عليه) وأجعل لهم ذكراً طيباً وثناءاً جميلاً، وتمجيداً، بين خلقك وبين ملائكتك، في العوالم التي خلقتها، أمة بعد أمة إلى الأبدين .

(أي اللهم أدم لهم الفضل، والذكر الطيب، والتمجيد بين خلقك، والثناء الحسن، إلى الأبدين) .

▫فإنك أنت الحميد تختار من تشاء من عبادك تفضلهم وتجعل لهم أفعالاً محمودة، وتذكرهم ذكراً طيباً وتثني عليهم، وتجعل لهم ذكراً طيباً وثناءاً حسناً بين خلقك،

▫وأنت المجيد تُمجد من تشاء من عبادك وترزقهم التمجيد بين خلقك،

إنك على كل شيء قدير، أنت ولينا فأغفر لنا وأرحمنا وأنت أرحم الراحمين .

▫فالله هو الذي يختار من عباده من يشاء ويجعل لهم ما يشاء، ويفضل بعضهم على بعض، ويثني على من يشاء منهم، ويجعل لهم ذكراً طيباً وثناءاً حسناً .


▪ثم التسليم من الصلاة، وقول (السَّلامُ عليْكم ورحمةُ اللَّهِ) :

◽عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يُكبِّرُ في كلِّ خفضٍ ورفعٍ وقيامٍ وقعودٍ ويسلِّمُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ السَّلامُ عليْكم ورحمةُ اللَّهِ حتَّى يرى بياضُ خدِّهِ قالَ ورأيتُ أبا بَكرٍ وعمرَ يفعلانِ ذلِكَ . أخرجه الترمذي (٢٥٣)، والنسائي (١١٤٢) واللفظ له، وأحمد (٣٦٦٠) .

▫ولا بأس بزيادة وبركاته :

◽عن وائل بن حجر قال : صلَّيتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فَكانَ يسلِّمُ عن يمينِهِ السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ وعن شمالِهِ السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللَّهِ . رواه أبي داود (٩٩٧) .

◾ومعنى (السَّلامُ عليْكم ورحمةُ اللَّهِ) : هو الدعاء لمن عن يمينه ويساره بالسلامة والرحمة، والبركة إن زاد وبركاته،

◽عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : كنَّا إذا صلَّيْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْنا: السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ، وأشار بيدِه إلى الجانبينِ، فقال لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: علامَ تُومِئونَ بأيديكم كأنَّها أذنابُ خيلٍ شُمْسٍ؟ اسكُنوا في الصَّلاةِ، إنَّما يكفي أحَدَكم أنْ يضَعَ يدَيْهِ على فخِذَيْه ثم يُسلِّمَ على أخيه مِن عن يمينِه ومِن عن شِمالِه . رواه مسلم (٤٣١) .

▫وبهذا نكون قد أنهينا شرح معاني ما يقال في الصلاة،

◽قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ ) . رواه أحمد (١٠٠٩) وأبو داود (٦١٨) والترمذي (٢٣٨) .

▫راجين من الله تعالى النفع في هذا العمل لكل أخواننا المسلمين والمسلمات، وأن يمن علينا بالتدبر والخشوع في الصلاة وقبول صلواتنا على الوجه الذي يحبه ويرضاه منا، وأن يحفظ أخواننا وأخواتنا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فإنه على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

جميع حقوق الموضوع محفوظة لقناة أروع الإسلاميات، والقناة الإسلامية على التلغرام .

2021/ 21 يونيو | 2023 / 28 مايو

❍ كتبه الأخ مدير القناة، جميع حقوق ومنشورات الموضوع حصرية بالقناة، يرجى عدم حذف مصدر القناة .

#القناة الإسلامية

https://t.me/Islamics0


#قناة أروع الإســـلاميــات

https://telegram.me/alislamea


Report Page