رمضانيات باللهجة الصنعانية.

رمضانيات باللهجة الصنعانية.

A. H

إقرأ حتى الأخير 😁😂
--------------------
• قالوا كان القاضي أحمد الآنسي من سكان صنعاء القديمة، كان نزقًا في طبعه، ولكن في رمضان يكون أكثر نزقًا، وخاصة من بعد صلاة العصر في رمضان يكون ملبب - فمه يابس - بسبب القات؛ ولذا ما أحد يكلمه أو يتكلم معه، وهو لا يُحبّ أن يَحتك بأحد، ولا يكلم أحد، ولا يخرج من الجامع الكبير من بعد العصر؛ حتّى إلى البيت، ولا يتحرك من مكانه لو يحصل ماحصل، وإنما يمتد على جانبه الأيسر في الجهة الشرقية من الجامع الكبير، ويغطي وجهه بِكَم القميص لليد اليمنى؛ لإن أكمام القميص عريضة، وبين وقت وآخر يرفع يده قليلًا ليعرف هل قد غربت الشمس، وهكذا حتى يسمع المؤذن. وكان به خُبرة - مجموعة من الجالسين في زاوية الجامع - جلسوا يتطارحوا "يتراهنوا" - قالوا من يقدر يسير يتكلم مع القاضي أحمد ؟
- قال واحد منهــم أنــا؛ هو نزغة ومشحوط.
- قالو نتحداك تقدر تقومه من مكانه على الأقل بس، يوقف ويرجع بقعته، إعرف من كل واحد مننَا عشاء وقات.
الولد فكر شوية وقال لهم: إذا قد فيها تحدي وعشاء وقات من كل واحد منكم
هَيا عليَّ، وأنا إذا ما خليته يلوي ملان الجامع، وإلا فأنا أعشيكم وأخزن لكم كلكم. بس مكانكم انظروا وأنا أسير عنده لوحدي !.
بعدها سار إلى جنب القاضي ونادى: قاضي أحمد، قاضي أحمد. لم يرُد، جلس جنبه ورفع صوته: يا قاضي أحمد، رفع القاضي كم القميص قليلًا ونظر إليه شزرًا بنظرة ارتياب وقال : خيــر، ما قد به ؟ ما تشتي، قُم رحلك من هنا، وأعاد كم القميص على وجهه.

- قال الولد : ما به شيء، هو غير حلمت اليوم في النوم وما عاد قدرت أنام من بعده، واشتيكم تفسروا لي الله يرضى عليكم.

- قال القاضي أحمد : ذلحين مش وقت تفسير أحلام، قُم رحلك وجي بَعد العِشاء.
- قال : ما أقدر، أبي ما يسمح لي؛ أنا بين أجلس في الدكان بدلهم.
- قال القاضي : تمام يالله، لكِن أوجز، تكلم وأنا أسمعك.
- قال الولد : حاضر. ما بِلّا رأيت أن احنا في الجنة؛ أنا وأبي، والحج علي والحج عبدالكريم. وأخذ يعدد له أفضل أصحابه، وما ذكر اسم القاضي، عدد له الشيبات الذي عندهم كلهم، إلا هو !.

رفع كم القميص ونظر إليه بعيون حمر، وعاد لتغطية وجهه وقد طلعت الصفراء إلى حلقه، وقال بصوت ممطوط : أيوه وبعدين !، بين أقل لك أوجز، أُقطب. قلّك دخل الجنة هو وأبوه ومدري من !.

- قال الولد : وبعدها قُلنا نشتي نتغدى، قاموا اثنين من الملائكة فتحوا الجمكان، وإذا الغداء سفرة طويلة عريضة، والملائكة جوا كلهم إلى عندنا، قالوا : " هيا ارحبوا فوق العين وفوق الرأس."
- قال القاضي أحمد بنزق:
أيوه وبعدا وبعدا، هيا كمِّل.
- قال الولد بصوت فيه تفخيم - يشتي يقهر القاضي أحمد - : اتغدينا الرز البخاري، واللحم المندي والقنم، وبنت الصحن، والسوسي، والرواني، والقطايف.
المهم أدى له الذي يعجبه، بعدها مَط الولد صوته - وقال : إنَّا أشكال وألوان يا قاضي !.
القاضي يمكن أحس بالجوع؛ افتتحت شهيته مع الوصف. رفع صوته وقال : بين أقلك أقطب يا إبن الــ...، ومغطْ الكلمة الأخيرة.

- قال الولد : تمّيْنا اتغدينا، وإنْ قد ذوليه الملائكة بيقولوا : "هيا مه، عتخزنوا ؟، هو ذا القات هاه "، ودخلنا لك في وادي قيتان، العودي ساع هذه، نزي ملان من رأسه إلى سِفاله !. وحرف يده ووضعها إلى فوق القاضي وقال : وما كان نقطف إلا القِفَال القِفَال.

- قال القاضي أحمد بنغمة غاضبة : بين أقلك أقطب ياولدي، شا أقوم أتحمل بمصيبتك. قالها وهو بيمط كلمة "يا ولدي "؛ لأن الولد قد دغدغه بهذا المجبر. 😂

- قال الولد : المهم نجحنا وتمَّيْنا، وقلنا كثر الله خيركم، وافي وكافي، بس لو عاد شيء من يعمل لنا بوري مداعة. - قالوا : ما فيش مداعة في الجنة؛ لأن النار ماتدخل الجنة، لكن جوب عليهم الحاج علي - وانتوا تعرفوه، هو مولعي قوي للمداعة وما يسافط فيها - ولكن بحقه الحدة التي تعرفوها قال : كيف مابش مداعة والله قال : {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ…}. [الزخرف -71 ]
والرسول (ص) قال لنا : ((فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سَمِعت، ولا خطر على قلب بشر)).
- قالوا : خلاص، ندي لكم الحاصل. دقيقة إلا ودخلين ثنتين من بنات الحور، سبحان الله العظيم ياقاضي !، فيهن رشاقة وبياض، واحدة ماسكة المداعة، والثانية بيدها القصبة. في اليد الثانية الملت التتن ملتوت من هذاك؛ من حق غيل باوزير.
وأدى له نفس التتن الذي في نفس القاضي. القاضي احمد ما عاد صبر. - قال : عليك وعلى أبوك لعنة الله، بين أقول لك أقطب.

- قال الولد : بنات الحور الثنتين ركبين المداعة، وعملين التتن في البوري، وطرحت واحدة منهن البوري على المداعة، سُبحان الله يا قاضي كيف أيديها وأصابعها. - قال لهن الحاج عبد الكريم : وكيف نعمِّر والبوري ما فوقه نار ؟
جاوبت الثانية وقالت : احنا في الجنة ما عندنا نار، لو تشتوا نار سيروا والقطوا من جهنم، هي ذَا هي جنبنا، احنا مش مسموح لنا نسير إلى عندهم. - قال الحاج عبد الكريم : سير أنت يا ولدي؛ عادك شباب اخف مننا ما دام وهي قريبة مِننا. - قال الوالِد : سير معه أنت ياحاج عبد الكريم، الولد عاده صغير لا عاد يفتجع.
- قال القاضي أحمد : وبعدين وبعدين، جاء يدي لي قصة ألف ليلة وليلة. القاضي أحمد مولعي للقات والمداعة، والولد زيد الشرح لما طلعت الولعة والخورة عنده وهو صايم. 😂

- قال الولد وقد أصبح مُتأهب للهروب وجالس على ركبتيه ويديه : شلَّينا البوري وخرجنا من باب الجنة، وفي الباب لقينا رضوان خازن الجنة، سبحان الله العظيم على نور في وجهه يا قاضي. سئلناه عن باب النار، قال : الباب الذي أمامكم، بس الحقوا قبل ما يغلقوا.
إتجهنا نحوه، وإذا نحن أمام مالِك؛ خازن جهنم، يا لطيف والصورة الغاضبة، أسنانه سن في الأرض، وسن في السماء. - قال : ما تشتوا ؟
- قُلنا له : معانا البوري، ونشتي نلقط له، إدي لنا نار.
- قال خازن النار : ما بش ذلحين، ما أفعل لكم، تأخرتوا
- قُلنا له : يا منعاه، نشتي نخزن بذيه الجاه.
- قال : ما بش، لكن اصبروا شوية لوما ينضجين سيقان القاضي أحمد الآنسي نلقط لكم منهن، عادهم دخلوه قبل قليل. 😬😯

قفز القاضي أحمد من مكانه وصاح والشرر يتطاير من عيونه : يا كلب يا ابن الكلب، ما هو ما هو، ما قُلت، يا فاعل يا تارك... إلخ.🤬
وجلس يتلاحق هو والولد في الجامع من زوة إلى زوة، وهو بيصيح : إزقموووه، إمسكوا الكلب ابن الكلب.

وأصحاب الولد جالسين يتكركروا ضحك، والنَّاس وقَّفوا الدريس بيسمعوا الصياح، وبينظروا الملاحقة. بعضهم مندهشين، وبعضهم بيموت من الضحك. 😂🤣😂

قلّك سيقان القاضي أحمد الآنسي. هههههههههه 😂🤣😂
-------------
#منقول


Created with Telegraph X Pro

Report Page