حب النبي صلى الله عليه وسلم

حب النبي صلى الله عليه وسلم

مجلة بلاغ - العدد السابع عشر - ربيع الأول 1442


الشيخ: أبو حمزة الكردي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

حب النبي صلى الله عليه وسلم هو دين ومنهج وطريق نمشي فيه ونربي أطفالنا وأهلنا وأحبابنا عليه، ونموت في سبيل الدفاع عنه ونصرته والذب عن عرضه صلى الله عليه وسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».

ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم موجبة للحشر معه؛ فقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا» قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».


* ومن علامات المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم:

- طاعته وجعل طاعته فوق هوى النفس والفؤاد، وحسن الاتباع لسنته قولا وفعلا وحالا؛ فيزداد اتباع السنة بازدياد المحبة وينقص بنقصانها، قال الله عز وجل: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ)، وقال تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا).

لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع

- تذوق حلاوة الإيمان بحب النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..».

- كثرة الصلاة عليه، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقال عليه الصلاة والسلام: «صلُّوا عليَّ فإن صلاتكُم تُبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ».

- تذكره والشوق إليه وتمني رؤيته ولقائه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ» فشعارهم عند الموت هو شعار بلال رضي الله عنه وهو على فراش موته يقول: "غدا ألقى الأحبة محمدا وصحبه".

- أن تكون تلك المحبة له صلى الله عليه وسلم فوق كل محاب الدنيا، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ).. 

- محبة محبوباته صلى الله عليه وسلم خاصة أهل بيته وصحابته الكرام والصالحين من أمته، «أذكّركم الله في أهل بيتي»، وبغض من يبغضهم النبي صلى الله عليه وسلم، (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ). 

- تعظيمه وتوقيره، قال تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)، وقال سبحانه: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ).

- الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم وعن سنته وهديه، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)، وقال جل وعلا: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ).


* تلك بعض علامات المحبة الصادقة التي تختلف عن الادعاء الذي لا بينة عليه، قال صلى الله عليه وسلم: «لو يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أموالَ قَوْمٍ ودِماءَهُمْ، لَكِنِ البَيِّنَةُ على المُدَّعِي والْيَمينُ على من أَنْكَرَ».


اللهم ارزقنا نصرة دينك ونبيك بالسنان والبنان واللسان إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.



هنا بقية مقالات العدد السابع عشر من مجلة بلاغ - ربيع الأول 1442


Report Page