بين الشيخ ابن باز وأحمد السيد.

بين الشيخ ابن باز وأحمد السيد.


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:


فمن عادة أحمد السيد لمن تابع ما ينشر، أنه يحب أن يأتي بفتاوى لبعض المشهورين من المشايخ في أمر أعجبه أو وافقهم فيه، ولكنه مع ذلك يتجاهل ما يخالف فيه هؤلاء المشايخ أنفسهم بل يعده من قبيل الغلو والتطرف.


وقد نشر أحمد السيد كلام الشيخ ابن باز في المودودي فرحا به، لأنه يعجبه مثل هذا الكلام، رغم أن الجرح المفسّر لا يعارض بالمدح المجمل، خاصة وأنه لا يمكن لأحمد السيد أن يجزم أن الشيخ ابن باز اطلع على ضلالات المودودي ثم مدحه بعد ذلك! ومواقف الشيخ ابن باز مع من اعتقد بمثل الضلالات التي يقول بها المودودي واضحة في فتاويه وتعاملاته، لكن أحمد السيد تجاهل الكلام عن كل هذا وأخذ ما يريد فحسب.


وقد كتب أحمد السيد من قبل على قناته في التلغرام:

بعض من يهجرون المخالفين لهم في أبواب العقيدة -اليوم- هم أولى بالهجر لتخليهم عن مقامات نصرة الدين ومؤازرة المؤمنين في سبيل الله، بل ولمحاربتهم من يقوم هذه المقامات ونبزهم بالألقاب والتصنيفات.اهـ.


قلت: وإليك أيها القارئ الكريم هذا الكلام للشيخ ابن باز، قارنه مع دعوى السيد في الأعلى:

شرح كتاب الأدب من صحيح البخاري ص258


وهذا الكلام يرفضه أحمد السيد، بل لم نر في تصرفاته إلا الاستنكار على من يقول بمثل هذا الكلام، واعتباره فتنة للناس وتطرفا وغلوا الخ.. وحتى قضية تضليل المخالف عنده صارت محل استنكار، بل جعلها من أبرز علامات من يسميهم "حدادية" وذمهم لأجلها.


وهذا مقال كتبه أحد الإخوة في التعليق على كلام السيد الذي نقلته لك، أنصحك بمراجعته.


وهذا مجرد مثال، والأمثلة كثيرة على ما يفعله السيد من اجتزاء وتتبع للمتشابه من كلام أهل العلم وما يعجبه، ويتجاهل عشرات التقريرات التي هو يعدها من قبيل الغلو والتطرف والتنطع الخ.. بل ويستنكر على مخالفه فيها أيما استنكار، واستنكارا أشد من استنكاره على المبتدعة الضلال كالأشاعرة وغيرهم، والله المستعان.


وهذا كلام نشره أحد الإخوة للشيخ ابن عثيمين، وينطبق عليه نفس الكلام الذي في الأعلى.

Report Page