"بلغ السكين العظم"

"بلغ السكين العظم"

مجلة بلاغ العدد ٤٤ - جمادى الآخرة ١٤٤٤هـ⁩






كلمة التحرير

 

هذا مَثل يشير إلى بلوغ الخطر مبلغا عظيما لا خطر بعده إلا الهلاك، فإما أن ينتفض المطعون بقوة ليدفع السكين أو يلحقه الكسر والقطع والقلع والهلاك.

 

وهذا واقع الثورة السورية اليوم بعد أن ظهرت خطوات التقارب المباشر والتطبيع الرسمي بين الدولة التركية العلمانية والنظام النصيري المجرم، والتقى وزراء دفاع النظامين التركي والنصيري ومسؤولو المخابرات فيهما برعاية روسية، وأعلن الطرفان اتفاقهما على مسائل عديدة وقرب اتفاقهما على مسائل أخرى.

 

* وأمام هذه الخطوات الخطيرة لا بد من الإشارة إلى ما يلي:

 

1 - فقد الأمل في السياسات الجاهلية والمنظومة الدولية والسياسات الإقليمية نعمة كبيرة تستوجب الشكر، فما حلت الهزائم في الساحة إلا بتآمر هؤلاء وتجارتهم بمآسينا، فانقطاع الأمل في هذا الطريق الباطل يجعل شعار العقلاء مع تلك السياسات الجاهلة: "قَبَّحَهَا اللهُ مِنْ سُيُوفٍ فَهَلْ أَغْنَتْ عَنَّا مِنْ شَيْءٍ"، ويدفعهم لتصحيح النية وضبط المسير والاستمساك بالحق والصبر والثبات.

 

2 - خطورة الواقع اليوم بعد أن "بلغ السكين العظم" تحتاج إلى خطوات سريعة قوية مفصلية تسير في طريق قلب الطاولة على المتآمرين وفرض واقع جديد في الساحة؛ واقع: إشعال جبهات، وتحرير مدن، وضربات نوعية كبرى، وتحريك خلف الخطوط لتُضرب المفخخات ويُحتجز الرهائن وتقتحم السجون..؛ فلم تعد المسكنات نافعة ولا الحلول الجزئية مجدية.

يَا أيُّهَا الرَّجُلُ المرِيدُ نَجَاتَهُ

اسْمَعْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ

كُنْ في أُمُورِكَ كُلِّها مُتمسِّكاً

بالوحيِ لا بزخارِفِ الهَذَيَانِ

وانصُرْ كتابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتيِ

جَاءَتْ عَنِ المبعُوثِ بالفُرقَانِ

وَاحْمِلْ بعزْمِ الصِّدْقِ حَمْلَةَ مُخْلِصٍ

مُتَجَرِّدٍ للهِ غَيْرِ جَبَانِ

مَنْ ذَا يُبَارِزْ فلْيقدِّمْ نَفْسَهُ

أوْ مَنْ يسَابِقْ يَبْدُ في المَيْدَانِ؟

فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وكتَابِهِ

واللهُ كَافٍ عَبْدَهُ بأمَانِ

 

3 - الدعوات العامة لتصحيح المسار ورص الصفوف وتكثيف الجهود هي دعوات كريمة، ولكن..!، ولكن الدعوة لا تغني عن المبادرة إلى العمل، فالأصل عند النوازل هو المبادرة لا انتظار الاستجابة، والشعار:

(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ).

(هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى).

«وَيْلُ أُمِّهِ مِسْعَرَ حَرْبٍ، لَوْ كَانَ لَهُ أَحَدٌ».

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أن يترددا

 

4 - استمرار تعاطي فصائل ونخب مع الطرف التركي على أنه وصي ومفوض وضامن، وهم تبع وأدوات ومنفذون، خيانة للأمانة توجب الحذر من هؤلاء، ونزع بقايا الثقة والشرعية منهم -إن وجدت-، ومفاصلة الفصائل والهيئات والشخصيات الذين لسان حالهم:

أصبحت لا أحمل السلاح ولا

أملك رأس البعير إن نفرا!

والذيب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرياح والمطرا!

 

5 - المنطقة عانت الويلات عندما أقام النظام التركي والمحتل الروسي المؤتمرات والمؤامرات، وهما يصفان عملهما على أنهما "ضامنان"!، وتسبب ذلك في خسارة أغلب منطقة إدلب بناء على اتفاقياتهما في سوتشي والأستانا، فكيف إذا تحول النظام التركي إلى طرف "مفاوض" للنظام النصيري، وأصبح الطرف الروسي هو الطرف الوحيد "الضامن" للطرفين؟!.

يُرى ناصحا فيما بدا فإذا خلا

فذلك سكين على الحلق حاذق

 

- فاللهم ارفع الغمة وانصر الملة وانتقم من القوم الكافرين.






هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٤٤ جمادى الآخرة ١٤٤٤هـ

Report Page