المدينة النبوية في عهد الأمير الزنديق
أحمد الأفندي
بداية، لا أحتاج إلى أن أكون شيخا أو متدينا أو عالما حتى أعظم و أقدس المقدسات الإسلامية و من تلك المقدسات المدينة المقدسة مدينة رسول الله ﷺ و الله وحده هو أعلم بعيوبي و نقائصي و مقامي عنده. و الصراحة مسألة وجود بعض العلماء الذين غيروا جلودهم و حللوا الحرام و حرموا الحلال و من أباح الترفيه و زيارة مدائن صالح بعدما كان يزأر كالأسد في المنابر بتحريمها و ظهور بعض الفاسقين الذين يتكلمون بما يستحي منه شارب الخمر و اعتقال الكثير من أهل العلم و غيابهم من الساحة جعلني أشعر بالحاجة إلى كتابة هذا المقال. و إلا كان من المفترض أن يكتب مثل هذا المقال امام المسجد النبوي أو امام المسجد الحرام فهم أولى بهذا الشرف !
أو حتى امام مسجد قباء السابق “صالح المغامسي”.
إن المطلع على أخبار الصحف و التلفاز لا يخفى عليه عداء و ظلم محمد بن سلمان منذ توليه لولاية العهد. و لكن شره تعدى ليصل المدينة المقدسة طابة، طيبة، (المدينة النبوية) بعد أن قرر اباحة أراضي خيبر لليهود اليوم بعد أن منحها الرسول ﷺ للصحابة بعد فتح خيبر.
مكانة المدينة النبوية و مكانة أهل المدينة النبوية عند الله و رسوله ﷺ
ورد في فضل المدينة المنورة أحاديث كثيرة جدًّا، منها:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ[1] إلى المَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا"[2].
- عن أنسٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المَدِينَةُ حَرَمٌ مِنْ كَذَا إلى كَذَا؛ لاَ يُقْطَعُ شَجَرُهَا، وَلاَ يُحْدَثُ فِيهَا حَدَثٌ[3]؛ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"[4].
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس إِذَا رَأَوْا أوَّل الثَّمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَإِنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَإِنِّي أَدْعُوكَ لِلمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ مَعَهُ". قال: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ لَهُ فَيُعْطِيهِ ذَلِكَ الثَّمَرَ[5].
- عن سَعْدٍ رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لاَ يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ إِلاَّ انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ[6]"[7]. وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ -يُرِيدُ المَدِينَةَ- أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ فِي المَاءِ"[8].
- وحبَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في البقاء في المدينة؛ فعن قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ يُحَنَّسَ مولى الزُّبير، أخبره أنَّه كان جالسًا عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاةٌ له تُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فقالت: إنِّي أردتُ الخُرُوجَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الزَّمَانُ. فقال لها عبد الله: اقْعُدِي لَكَاعِ[9]؛ فإنِّي سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لاَ يَصْبِرُ عَلَى لأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلاَّ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"[10].
- وعن سفيان بن أبي زُهير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ[11]، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْعِرَاقُ، فَيَخْرُجُ مِنَ المَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"[12].
- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا؛ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا"[13].
- ومن أروع ما قاله صلى الله عليه وسلم في حقها ما رواه زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ"[14].
- كما أن المدينة تطرد الخبثاء والمنافقين؛ فقد رُوِيَ عن جابر بن عبد الله السَّلَمِيِّ أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَايَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلاَمِ، فَأَصَابَ الأَعْرَابِيَّ وَعْكٌ بِالمَدِينَةِ، فَجَاءَ الأَعْرَابِيُّ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، فَخَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا المَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَيَنْصَعُ طِيبُهَا"[15].
- ومن حبِّه لها صلى الله عليه وسلم أحب أهلها؛ فقد روى الْبَرَاءُ أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار: "لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاَّ مُنَافِقٌ؛ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ"[16].
- والدجال لا يدخل المدينة المنورة، فكما روى أَبُو سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَدِيثًا طَوِيلاً عَنِ الدَّجَّالِ، فَكَانَ فِيمَا يُحَدِّثُنَا بِهِ أَنَّهُ قَالَ: "يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ المَدِينَةِ، فَيَنْزِلُ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي تَلِي المَدِينَةَ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ؛ وَهُوَ خَيْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ، فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَهُ.
فَيَقُولُ الدَّجَّالُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ؟
فَيَقُولُونَ: لاَ.
فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ فَيَقُولُ: وَاللهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ.
فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلاَ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ"[17].
- وروى أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلاَّ مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ، إِلاَّ عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ"[18].
مسند البزار من رواية عائشة - رضي الله عنها - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتمُ مساجدِ الأنبياء، أحقُّ المساجد أنْ يُزار ويُشدَّ إليه الرَّواحِل المسجدُ الحرامُ ومسجدي))[1].
وفي الترمذي عن أنسٍ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى في مسجدٍ أربعين صلاةً كتَب الله له براءةً من النار، وبراءةً من العَذاب، وبراءةً من النِّفاق))[2].
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن دخَل مسجدَنا هذا ليتعلَّم خيرًا أو ليُعلِّمه، كان كالمجاهد في سبيل الله))[3].
وفي الصحيحين عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صَلاةٍ فيما سِواه إلا المسجد الحرام))[4].
وفي صحيح مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألف صلاةٍ فيما سِواه إلا المسجد الحرام))[5].
وفي الصحيحين عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ما بين بيتي ومِنبَري روضةٌ من رياض الجنَّة))[6]، وفي رواية عند أحمد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإنَّ منبري على ترعةٍ من ترع الجنَّة))[7].
وعن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - قال: ((لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))؛ متفق عليه[8].
فدلَّ هذا الحديث على مشروعيَّة شدِّ الرحال إلى هذه المساجد الثلاثة؛ لشرفها وفضلها وفضل الصلاة فيها، ودلَّ بمفهومه أنَّه لا يجوزُ شدُّ الرحال إلى بقعةٍ من بِقاع الأرض على وجه التعبُّد فيها غير هذه المواطن الثلاثة، فلا يجوزُ السفرُ لزيارة قُبور الأنبياء أو الأولياء أو غيرهم.
جبل أحد
أحداث تاريخية شهدت عليها المدينة النبوية
شهدت المدينة النبوية على كثير من أحداث مفصلية في الإيمان و البركة و التضحية و الخير و الرحمة من بعد بيعة العقبة الهجرة و أثناء الخلافة الراشدة و بعد الخلافة الراشدة
خبر النبوة عند أحبار اليهود بالمدينة قبل البعثة
ذكر بن كثير في كتابه “البداية و النهاية” في زمن الجاهلية قبل الإسلام قبل حوالي 150 عاما من ميلاد الرسول عليه الصلاة و السلام أن ملك اليمن تبان أسعد أبو كرب قد كان راجعا من غزوة بشرث اليمن و عودته مر بالمدينة المنورة - و حينها كان اسمها يثرب - فنزل بها و استخلف عليها ابنه. فقتل أهل يثرب ابن ملك اليمن فغضب ملك اليمن تبان أسعد و أقسم على تدمير يثرب و استئصال أهلها. و لكن في حربه مع أهل يثرب لقي الكثير من الغرائب. فمن الغرائب أن أخل يثرب كانوا يقاتلونه بالنهار و يكرمونه بالليل كرم الضيوف.
فبينما الحرب مشتعلة جاءه حبران من أحبار اليهود من بني قريظة عالمان راسخان حين سمعا بما يريد من إهلاك المدينة وأهلها.
فقالوا له : أيها الملك لا تفعل فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها و لم نأمن عليك عاجل العقوبة
فقال لهما : ولم ذلك ؟
قالا : هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان تكون داره وقراره
فاقتنع بكلام الحبرين و رأى أن لهما علما ، وأعجبه ما سمع منهما فانصرف عن المدينة ، واتبعهما على دينهما اليهودية.
وصول النبي ﷺ مهاجرا من مكة و بناء المسجد النبوي
التجهيز لغزوة بدر و ما حصل بعدها
غزوة أحد
يوم الأحزاب
الرجوع من الحديبية
رسالة النبي إلى الملوك
التجهيز لخيبر
التجهيز لمؤتة
التجهيز لفتح مكة
التجهيز لتبوك
المتخلفين عن تبوك
وفاة النبي محمد ﷺ
سقيفة بني ساعدة و مبايعة أبو بكر الصديق و خلافته
وفاة أبو بكر الصديق
مبايعة عمر بن الخطاب و خلافته
استشهاد عمر بن الخطاب
مبايعة عثمان بن عفان و خلافته
استشهاد عثمان بن عفان
مبايعة علي بن أبي طالب و خلافته
نور الدين زنكي و رؤية النبي
رأى نور الدين في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول : أنجدني ! أنقذني من هذين !
فاستيقظ فزعا ، ثم توضأ وصلى ونام ، فرأم المنام بعينه ، فاستيقظ وصلى ونام ، فرآه أيضا مرة ثالثة ، فاستيقظ وقال : لم يبق نوم . وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي ، فأرسل إليه ، وحكى له ما وقع له ، فقال له : وما قعودك ؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية ، واكتم ما رأيت .
فتجهز في بقية ليلته ، وخرج إلى المدينة ، وفي صحبته الوزير جمال الدين .
إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحضر معه أموالا للصدقة ، فاكتبوا من عندكم . فكتبوا أهل المدينة كلهم ، وأمر السلطان بحضورهم ، وكل من حضر يأخذ يتأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة ، فيعطيه ويأمره بالانصراف ، إلى أن انفضت الناس .
فقال السلطان : هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة ؟ قالوا : لا . فقال : تفكروا وتأملوا . فقالوا : لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئا ، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج . فانشرح صدره وقال : علي بهما ، فأُتي بهما فرآهما الرجلين اللذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله : أنجدني أنقذني من هذين .
فقال لهما : من أين أنتما ؟ فقالا : من بلاد المغرب ، جئنا حاجين ، فاخترنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : اصدقاني ، فصمما على ذلك . فقال : أين منزلهما ؟ فأخبر بأنهما في رباط بقرب الحجرة الشريفة .
وأثنى عليهما أهل المدينة بكثرة الصيام والصدقة ، وزيارة البقيع وقباء .
فأمسكهما وحضر إلى منزلهما ، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه ، فرفع حصيرا في البيت ، فرأى سردابا محفورا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة ، فارتاعت الناس لذلك ، وقال السلطان عند ذلك : اصدقاني حالكما ! وضربهما ضربا شديدا ، فاعترفا بأنهما نصرانيان ، بعثهما النصارى في حجاج المغاربة ، وأعطوهما أموالاً عظيمة ، وأمروهما بالتحيل لسرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانا يحفران ليلا ، ولكل منهما محفظة جلد على زي المغاربة ، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته ، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور ، وأقاما على ذلك مدة ، فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت ، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاع تلك الجبال ، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة .
فلما اعترفا ، وظهر حالهما على يديه ، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره ، بكى بكاء شديدا ، وأمر بضرب رقابهما ، ثم أمر بإحضار رصاص عظيم ، وحفر خندقا عظيما حول الحجرة الشريفة كلها ، وأذيب ذلك الرصاص ، وملأ به الخندق ، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ ، ثم عاد إلى ملكه ، وأمر بإضعاف النصارى ، وأمر أن لا يستعمل كافر في عمل من الأعمال.
تحقيق نبوءة النبي ﷺ بفتح القسطنطينية و صول بشارتها إلى المدينة النبوية

عندما تحققت نبوءة النبي محمد ﷺ بفتح القسطنطينية على يد محمد خان الثاني الملقب بمحمد الفاتح، أرسل رسالة تبشير إلى شريف مكة حينها و أرسل معه جزءً من غنائم فتح القسطنطينية ليوزعها على فقراء مكة و المدينة النبوية. و قد قرأها شريف مكة أمام الناس في المسجد الحرام ما بين الركن و المقام و نفذ وصية محمد الفاتح في الجزء الذي أرسله من الغنائم.

جرائم و تدنيس الأمير الزنديق في حق المدينة النبوية و أهلها
في عهد محمد بن سلمان دخل اليهود الإسرائيليون إلى مسجد رسول الله ﷺ و قرر فتح عشر صالات سينيما و أوكل إلى خادمه الخبيث تركي آل الشيخ لانشاء مهرجانات خليعة و صاخبة و الذي يطلع على أخبار هذه المهرجانات و الاحتفالات يعلم تمام العلم أن هذه الاحتفالات لا تخلو من الخمور و الكحوليات و المخدرات و التبرج الصارخ للنساء و بل ربما حضور أفراد من قوم لوط فيها. و قرر بناء منتجع طبي على جبل أحد أو تجريف جزء منه لبناء ذلك المنتجع الطبي و كذلك هو يريد أن يُنشئ حديقة و منتزه على سفح جبل أحد و سفح جبل أحد ليس أرضا عادية، بل هي أرض شهدت الجهاد و شهدت الشهداء و شهدت سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب و شهدت الصحابة و ذرة تراب داسها النبي أو الصحابة في المدينة النبوية أو جبل أحد أو قباء أو سفح جبل أحد أشرف و أعزم و أقدس عند الله من محمد بن سلمان. و قد يقول القائل أن الرجل يريد تطوير المدينة النبوية و لكن أفعاله و أقواله و كل سوابقه منذ توليه ولاية العهد لا تجعل له أي فرصة لحسن الظن !
الخلاصة
إن من العيب الكبير أن يتقاعص أئمة المسجد النبوي أمام عبث و خبث محمد بن سلمان في حق المدينة النبوية و المسجد النبوي و أهل المدينة النبوية أو حتى باقي علماء المسلمين.
مدينة شهدت نزول جبريل عليه السلام و تجولت فيها الملائكة و بل يحرسها الملائكة في آخر الزمان من الدجال. مدينة ارتوت أرضها الشريفة بدماء الشهداء من الصحابة و دم عمر بن الخطاب و دم عثمان بن عفان و دم حمزة بن عبد المطلب. مدينة شهدت السكينة و الرحمة و البركة.
من العار العظيم أن يأتي أمير في آخر الزمان أقل ما يقال عنه أنه زنديق، و هو صبي خبيث أخرق عنيف ظالم متكبر صفيق وقح خادم لليهود الصهاينة لا يلقي بالا لآية من القرآن أو حديث من أحاديث النبي. رجل سادي يستمتعع بتدنيس المقدسات و نشر المنكرات و ايذاء الأبرياء و يدخل اليهود الإسرائيليين إلى المدينة النبوية المقدسة بصورة ممنهجة بعدما أخرجهم (بنو قريظة و قينقاع و النضير) رسول الله من المدينة النبوية بعد غدرهم و خيانتهم للمسلمين
“أغاية الدين أن تحفوا شواربكم؟ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم! “
— أبو الطيب المتنبي